الله قدوس كقوة مريعة وخفيّة في آنٍ واحد، فهي تستطيع أن تهلك كل من يقترب منها بغير انسحاق واستحقاق وتبارك الذين يطيعون وصايا الله ، وفى الهيكل، تجلى الله لإشعيا النبى كملك ذي جلال لانهائي، وبصفته الخالق الذي يملأ الأرض كلها بمجده، فهو موضع عبادة لا يستطيع أداءها له إلا الملائكة. غير أنهم، هم أيضاً، لا يحوزون على القداسة الكافية التي تمكّنهم من مشاهدة وجهه. (إش6: 1- 5). ومع ذلك هذا الإله البعيد المنال يتجاوز المسافة التي تفصله عن مخلوقاته وينسب نفسه لشعبه فهو " قدّوس إسرائيل " ويغدو لهذا الشعب الذي اتحد معه بالعهد الهاً وفرحاً وقوة وسنداً وخلاصاً، وفداء (إش 10: 20، 17: 7، 41: 14- 20). إذاً فليست القداسة الإلهية عبارة عن انفصال وسموّ فحسب، بل هي تتضمن كلّ ما يملكه الله من غنى وحياة، قدرة وجودة. وهي ليست صفة إلهيّة بين صفات أخرى، بل هي الصفة الأساسية التي تميز الله نفسه، ولذا فاسمه قدوس (مز 33: 21، عا 2: 7، خر3: 14).