![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم وقَبِلوكم، فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكم "فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُمْ"، فَتُشِيرُ إِلَى دَعْوَةِ الْمُرْسَلِينَ إِلَى الرِّضَى وَالتَّجَرُّدِ، وَالِاكْتِفَاءِ بِمَا يُقَدَّمُ لَهُمْ، دُونَ بَحْثٍ عَنْ ضِيَافَةٍ أَطْيَبَ أَوْ طَعَامٍ أَرْقَى. فَالتِّلْمِيذُ لَا يَطْلُبُ رَاحَتَهُ، بَلْ يَتَفَرَّغُ بِالْكُلِّيَّةِ لِرِسَالَتِهِ، فَيَتْرُكُ التَّرَفَ وَرَاءَهُ، وَيَعِيشُ بِبَسَاطَةٍ، عَلَى عَكْسِ مَا كَانَ عَلَيْهِ الْكُتَّابُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، الَّذِينَ قَضَوْا جُلَّ وَقْتِهِمْ فِي الْوَلَائِمِ طَلَبًا لِلتَّكْرِيمِ وَالْمَجْدِ الْبَاطِلِ. وَتَحْمِلُ الْعِبَارَةُ أَيْضًا بُعْدًا جَدِيدًا مِنَ الْحُرِّيَّةِ الإِنْجِيلِيَّةِ، إِذْ إِنَّ يَسُوعَ يَدْعُو تَلَامِيذَهُ إِلَى عَدَمِ الْخَشْيَةِ مِنَ التَّنَجُّسِ مِنْ طَعَامِ الأُمَمِ، بِخِلَافِ مَا كَانَتْ تَفْرِضُهُ الشَّرِيعَةُ الْمُوسَوِيَّةُ مِنْ قُيُودٍ عَلَى الأَطْعِمَةِ الْمُحَلَّلَةِ وَالْمُحَرَّمَةِ. فَالْمَسْأَلَةُ لَمْ تَعُدْ طَعَامًا أَوْ شَرَابًا، بَلْ: "لَيْسَتْ مَمْلَكَةُ اللهِ أَكْلًا وَشُرْبًا، بَلْ بِرًّا وَسَلَامًا وَفَرَحًا فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ" (رومة 14: 17). |
![]() |
|