![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجملة دي: “نعيم الجهل وجحيم المعرفة”، عمرها ما كانت مجرد تعبير بلاغي… دي وصف دقيق لرحلة بيعيشها أي حد بدأ يفهم ويستوعب ويواجه. زمان لما كنت مش عارف، كنت مرتاح… كنت بتفتكر إن التجاهل قوة، وإن البُعد عن التفكير راحة. كنت بتفتكر إن اللي حصلك هو “الطبيعي”، وإن اللي اتقالك في صغرك، واللي اتعمل فيك، واللي اتقال عنك، ده كله “جزء من الحياة”. كنت فاكر إنك السبب، أو إن الدنيا كده، أو إنك لازم ترضى بالقليل، وإنك لو اتكلمت تبقى بتبالغ أو بتشتكي. لكن لما الوعي جه… لما بدأت “تفهم” اللي حصل، لما بدأت تحس بجسمك بيفكر في حاجات قديمة، لما بدأت تسمي مشاعرك اللي كانت مدفونة، لما بدأت تربط بين خوفك الحالي وجُرح زمان، ساعتها… الألم بدأ. الوعي مش دايمًا مريح… لكنه حقيقي. الوعي بيفضح اللي كان مستخبي وبيسلط نور على أماكن اتعودت تعيش فيها في ضلمة. وفجأة، الحاجات اللي كنت شايفها “عادية”، اتكشفت على حقيقتها: إساءة. تجاهل. حرمان. ظلم. وساعتها بتحس إنك اتخدعت. مش بس من اللي أذوك… لكن من نفسك، إنك عشت سنين تبرر، وتبرر، وفي الآخر تسكت. وده جحيم الوعي. مش لأنه خطأ، لكن لأنه مؤلم. لأنك بتشوف وبتفهم وبتحس ومابقاش ينفع ترجع تاني تتجاهل. زي واحد كان نايم في حلم وصحي فجأة على كابوس… بس المرة دي الكابوس حقيقي. الوعي بيخلّيك تبص في وش طفلك الداخلي، وتسمعه بيقولك: “أنا كنت بتعذّب، وإنت ساكت.” بس عايز أقولك حاجة… الوعي مؤلم، آه، لكن الجهل ماكنش نعيم بجد… الجهل كان غيبوبة. كان تخدير مش راحة. كان سجن شكله هادي لكن بيموتك بالبطيء. أما الوعي، فهو النار اللي بتطهرك. الإبرة اللي بتوجعك في الأول، بس بعدها تقدر تختار… تسامح؟ تواجه؟ تحمي نفسك؟ تحب نفسك من جديد؟ فأيوه، الوعي جحيم… لكنه الجحيم الوحيد اللي بيوصلك للفردوس. مش لأن الألم نعمة، لكن لأن الحقيقة، حتى لو موجعة، هي أول الطريق نحو التحرر. |
![]() |
|