"هوذا لك كل ما لمفيبوشث" [4].
سجد له صيبا وقال:
"ليتني أجد نعمة في عينيك يا سيدي الملك"[4].
لقد سمح الله لداود أن يجتاز هذه التجربة القاسية، وهو شعوره بخيانة مفيبوشث ضده، الأمر الذي لم يكن يتوقعه قط، وكان ذلك لخيره وبنيانه من جوانب كثيرة، منها:
أ. كان لا بُد لداود أن يشرب من ذات الكأس التي ملأها بيده، فقد خان رجله الأمين أوريا الحثي ونام ضميره زمانًا، لذا أراد الله أن يذوق داود مرارة الخيانة، وها هو يذوقها بخيانة ابنه له، وأيضًا أخيتوفل، وهوذا مفيبوشث وغيرهم كثيرون. الذين أحسن إليهم يسيئون إليه أكثر مما أساء إليه الأعداء!
ب. استخدم الله هذه التجربة لخيره، فقد كان داود ومن معه في حاجة إلى هذه الهدية، التي قدمها صيبا له. الله يعولنا بكل الطرق، عال إيليا بغراب، وعال داود ورجاله خلال خبث صيبا وخداعه!
ج. اكتشف داود فيما بعد خداع صيبا له، وتعلم ألا يصدر أحكامه بعجلة. لقد أدان مفيبوشث وغضب عليه وحرمه من ممتلكات جده ظلمًا.