تميز عهد قداسته بانتعاش الإيمان ونمو القيم الروحية ولا شك أن ذلك راجع لان غبطته إنما وضع في قلبه أن يقدس ذاته من أجلهم – أي من أجل رعيته – على مثال معلمه الذي قال: “لأجلهم أقدس أنا ذاتي” فحياته المعيشية تميزت بالبساطة في ملبسه الخشن وشاله المعروف وحتى منديله،كما كان مأكله بسيط فلم يكن يأكل إلا مرتين، وفي أيام الصوم مرة واحدة،ويقضى كل وقته فى الخدمة والتأمل والصلاة، فكان مثال الراعي الصالح للتعليم لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق والقدوة الصالحة.
إنه عينة حقيقية من كنيسة أجدادنا القديسين كنيسة الصلاة، وتقديس الذات أكثر منها كنيسة المنابر والوعظ الكثير فهو رجل الصلاة، نعم إنه رجل الصلاة الذي أدرك ما في الصلاة من قوة فعالة، فكانت سلاحه البتّار الذي بواسطتها استطاع أن يتغلب على أعضل المشكلات التي كانت تقابله، وكثيرا ما كان يزور الكنائس المختلفة فجر أي يوم حيث يفاجئهم ويرى العاملين منهم والخاملين في كـرم الرب فكان معـلما صامتا مقدمًا نفسه في كل شئ قدوة مقدما في التعليم نقاوة ووقارًا وإخلاصًا .