الاكتئاب
إنَّها حالة يشعر فيها الإنسان بشيء من الغم أو عدم الرضى، وتكثُر تساؤلاته: لماذا؟ لماذا؟ والحق إنَّ الاكتئاب هو أحد الملاجئ النفسية، التي نلجأ إليها لنحمى أنفسنا من ألم ما، وعبثاً يحاول إنسان نصح المكتئب بألاّ يحزن، إنه نُصح مرفوض لأنَّ الإنسان في ضيقاته يجد في الحزن عزاءه!
ولا يقتصر الاكتئاب على من يعيشون في كهوف مُظلمة، أو الذين يترددون على أطباء نفسانيين، فأي إنسان معرّض للإصابة بالاكتئاب، فضغوط ومشاكل الحياة اليومية، والأمراض الجسدية، وفقدان الأصدقاء والأقارب.. عوامل تؤدى إلى خفض الروح المعنوية لدى الفرد، وتجعله فريسة للاكتئاب... نستطيع أن نقول:
إنَّ الاكتئاب صرخة في أعماق الإنسان، تنبهه إلى أنَّ هناك خطأ ما يجب عليه أن يعالجه! ولكنَّ الحكيم لا يدع الهموم تغمر حياته، فيصبح غير قادر على التواصل مع الآخرين، ألم يُعلن السيد المسيح حُزنه جهراً بقوله: " نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! " (مت38:26)ذا قلت لكم: إنَّ التفاخر الزائد، وحُب الظهور إحدى مظاهر الاكتئاب، فالإنسان في أحيان كثيرة يسعى إلى التظاهر المُلفت، من خلال تبذير أمواله على موائد القمار أو السفر أو شرب الخمور أو السهرات.. وما هذه الأفعال إلاَّ ملهاة يلجأ إليها الإنسان كتعويض عن السعادة الغائبة!