* إنه يصف باختصار كل جسم الشيطان، بقوله: "المستكبرون". هذا لأن غالبيتهم يدعون أنفسهم أبرارًا وهم أشرار. ليس شيء خطير عليهم مثل عدم اعترافهم أنهم خطاة. إنهم أناس أبرار زائفون يحسدون الأبرار الحقيقيين... هذا ما أراده الشيطان أولًا، فإنه إذ سقط بنفسه حسد الإنسان القائم...
ما هي الحبال؟ يقول الكتاب: كل واحدٍ "بحبال خطيته يُمسك" (أم 5: 22). ويقول إشعياء بصراحة: "ويل للجاذبين الإثم بحبلٍ طويلٍ" (راجع إش 5: 18). ولماذا دعيت حبلًا؟ لأن كل خاطي يُحفظ في خطاياه، يضيف خطية إلى خطية، وإذ يلزم أن يُتهم بخطاياه لأجل إصلاحه، إذ يدافع عن نفسه يضاعف خطاياه التي كان يلزم إزالتها بالاعتراف. وغالبًا ما يقوي نفسه بارتكاب خطايا أخرى بجانب الخطايا التي بالفعل ارتكبها... هؤلاء يبسطون خطاياهم للأبرار لكي يحثوهم أن يمارسوا الشر الذي يمارسونه هم...
"بجانب الطرق وضعوا لي أشراكًا"، ليس في الطرق بل بجانبها. الطرق هي وصايا الله. هم يضعون العثرات بجانب الطرق. ليتكم لا تنسحبوا من الطرق، وبهذا لا تندفعون وتسقطون بالعثرات.
القديس أغسطينوس