![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
براهيم عيسى يكتب: امتحان تناغو
![]() إبراهيم عيسى إنه الامتحان الكبير إذن.. وضَع حكم القضاء الإدارى الجميع فى حالة اختبار صعبة، فكل الاختبارات التى تعرضت لها القوى السياسية فى مصر انتهت بفشلهم فى الاختبار، ولهذا نحن هنا اليوم، مصر خمسة وعشرين يناير محبطة ومرتبكة ومتخبطة وكارهة ومأزومة ومتنازعة سياسيا ونفسيا ومترنحة اقتصاديا. ها هو المستشار فريد تناغو يرمى قضية حل الجمعية التأسيسية فى حِجر المحكمة الدستورية كمن يرمى جمرة نار من على حِجره، فإذا بكُرة النار ذاتها تهبط على حِجر المجتمع لتمتحن قدرات الاحتمال والإطفاء والتصرف عند الرئيس مرسى والإخوان المسلمين والقوى المدنية. لا طموح عندى فى أن يتخلى الرئيس الإخوانى عن إخوانيته، ويقرر أن يتدخل فى لجنة صياغة الدستور التى قدمت لنا عارا سمَّته مسودة. منتهى الاستفزاز فى التخبط والتناقض ومنتهى الركاكة المثيرة للشفقة والسخرية فى الأفكار والصياغة. وأعجب ما فى الموضوع هو فخر بعضهم من حَمَلة المؤهلات العليا فى هذه اللجنة بما قدموا من خيبة، وعندما تشاهد صور هؤلاء وخطبهم فى الاجتماعات وجلسة الثلاثى تحت منصة الغريانى وصفوف الكراسى والميكروفونات المنصوبة أمامهم لا تكاد تصدق مدى تراجُع وفشل مشروع محو الأمية فى مصر. لكن هل يملك الرئيس، قانونًا، أن يتدخل فى إعادة تشكيل اللجنة حتى لو أراد، وهو لن يريد عموما؟ لكن بفرض إرادته فإنه لا يملك مباشرة وكأننا هنا نسمح للرئيس بالإغارة على قانون وضعه برلمان سابق -ولو انحل- ونطلب منه ما يستوجب أن نمنعه عنه. ثم لا سبيل للرئيس للتدخل إلا بالسياسة لا بالقانون ومن خلال جماعته، والمؤكد هنا أن العلاقة بين الرئيس والجماعة لا يمثل فيها الرئيس اليد العليا وأنه يطبق ما خططته الجماعة ولا تفعل الجماعة ما يريده الرئيس. ثم إن قدرات مكتب الإرشاد على إقناع مرسى واسعة جدا وفعالة للغاية، وما دامت الجماعة تعيش حتى الآن الوهم أن البرلمان معطَّل وليس منحلا وأنها تتصرف باعتبارها حزب الأغلبية، بينما الانتخابات البرلمانية ملغاة وبينما هى تمتلك مجلس الشورى حيث مقر اللجنة التأسيسية وتتعامل مع المكان كأنه دوار العائلة الذى تتلقى فيه العزاء وتعقد فيه القران، فهى مستمرة فى طغيانها على اللجنة التأسيسية متصورة أنها الباب للفوز بأغلبية جديدة فى الانتخابات القادمة، ولم يظهر منذ فوز مرسى أى بادرة حقيقية من الجماعة للتنازل عن منهج المغالَبة، حتى دعوات الحوار المجتمعى إياها محض هراء يستهلك وقت البرامج المسائية بينما ينتهى أى حوار دائما لما يريده مكتب الإرشاد (لكن يبقى الأمل ما بقى العمل). إحالة قضية التأسيسية الذى يعنى عمليا ترحيل القضية حتى الانتهاء من الاستفتاء على الدستور يمثل امتحانا أشد لمن يعتبرون أنفسهم ممثلين للقوى المدنية داخل هذه اللجنة، فليس أمامهم إلا طريقان: الأول، أن يستمروا فى التذاكى والثقة التى ليس هناك ما يبررها إطلاقا بقدرتهم على تقديم دستور توافق وطنى، وهذا العناد المسكين الذى يبدو منهم كل مرة حين يكتشفون مدى تجاهل الإخوان لهم وتوريطهم فى مسودات ومواد ومؤتمرات، فيتصنعون الغضب ثم تهدأ نفوسهم تماما بمكالمة رقيقة من أى قيادى إخوانى وتبرد أعصابهم حتى يتلقوا صفعة جديدة فتحمرّ وجوهٌ وتصفرّ وجوه، لكنهم يستمرون فى لعبة المعارضة الأليفة التى تجلس تحت ترابيزة السفرة منتظرة فتات الحزب الحاكم. الطريق الثانى هو الانسحاب من هذه اللجنة قبل أن يشتعل العار فى تاريخهم خصوصا مع رداءة البضاعة التى يريقون سمعتهم من أجلها. نسبة النجاح فى اختبارات بعد ثورة يناير كانت متدنية جدا ويبدو أن التاريخ سوف يعلق على ضريح هذه الثورة لوحة لم ينجح أحد. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إبراهيم عيسى يكتب: عشة الفراخ |
ابراهيم عيسى يكتب | رسائل حيث أنت |
إبراهيم عيسى يكتب:وكلمة مصر هي العليا |
إبراهيم عيسى يكتب إبراهيم عيسى متى يراجع عنان فشله؟ |
إبراهيم عيسى يكتب: شريعة مصر الإسلامية! |