سام رمز للمسيح الذي سترنا
لقد شرب نوح الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه، وما أبعد الفرق بين تصرف كل من حام وسام! فحام أبصر عورة أبيه وشهَّر به، لكن سام ستر عورة أبيه إذ أخذ الرداء ووضعه على كتفه وسار إلى الوراء وغَطَّاه بالرداء. وإن كانت الخطية جعلت الإنسان في حالة العري والخزي والخجل (تكوين3: 10)، لكن جاء ربنا يسوع المسيح إلى أرضنا لكي يسترنا ويغطينا بدمه الغالي. ولقد جاءت أول إشارة للستر عندما أخطأ آدم في جنة عدن ووجد أنه هو وامرأته عريانان، وحاولا أن يسترا أنفسهما بأوراق التين ولكنهما فشلا. لذلك عندما أتى الرب الإله إلى آدم في الجنة، خاف واختبأ وقال: «سمعت صوتك في الجنة فخشيت؛ لأني عريان فأختبأت». وكان العلاج في أن الرب الإله صنع لآدم وامرأته أقمصة من جلد وألبسهما. ومن هنا أعلن الرب الإله أن الستر لا بُد أن يتم على أساس الدم، أي على أساس الذبيحة. فلقد تَعَرَّت الذبيحة لكي يُستَر كل من آدم وامرأته ولقد تَعَرَّى المسيح وهو على الصليب لكي يُلبسنا ثياب الخلاص ويكسونا رداء البر (إشعياء61: 10). وعندما يتمتع الإنسان بغفران خطاياه وبالستر الإلهي يستطيع أن يتغنى مع داود قائلاً: «طوبى للذي غُفِر إثمه وسُتِرت خطيته» (مزمور32: 1). وشكرًا لله، لأن المسيح غطانا بدمه وقد لبسناه هو شخصيًّا كما هو مكتوب: «... قد لبستم المسيح» (غلاطية3: 27)!