الصليب هو إنعتاق من موت الكبرياء وقبول قوة الإتضاع :
علامة الصليب رمز موت الخزي والعار عند العالم ، فالرومان لم يستخدموا الصليب لمجرد الإعدام وإنما للتشهير والفضيحة ، فوسائل الإعدام كانت كثيرة عندهم . ولم يكن يحكم على إنسان روماني الجنس قط بالصليب . فالصليب كان للأدنياء . لذلك نسمع بـكـل وضـوح الـكـتـاب يـقـول إن المسيح « احـتـمـل الـصـلـيـب مـسـتهـيناً بالخزي » (عب12: 2). إذن ، فالصليب آية اتضاع أبن الله !! والكتاب يقولها صراحة : « وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب . » ( في2: 8)
إذن، فقد شفى المـسـيـح مـوت كبرياء الإنسان بفضيحة موت عار الصليب . ودفع ثمن عجرفة مخالفة بني آدم بمذلة طاعة الموت على الصليب .
ولكن من حضيض مذلة الصليب استخرج لنا المسيح الخلاص من الموت والإنعتاق من الكبرياء الذي قتلنا .
إذن ، فـلـيـس قـوة في الـوجـود تـلهم الإنسان الإتضاع وتشفيه من الكبر ياء قدر قوة الصليب حينها يستلهم منها الإنسان في كل لحظة مواقف التنازل والإنخفاض : « فلنخرج إذن إلـيـه خـارج المحلة حاملين عاره» (عب13: 13). «إن أراد أحد أن يأتى ورائي … فليحمل صليبه كل يوم و يتبعني» ( لو9: 23)، أي يحمل اتضاعه ويحتمل مذلته مثلي . خلال خزي الصليب وعاره إستطاع المسيح أن يعلن حكمة الله ومن ومجده .
لذلك ، فالصليب هو قوة الإتضاع التي هي بعينها حكمة الله لخلاص الإنسان ومجده .