في قايين نرى جهل عدم الإيمان. ففيه نرى الديانة الجسدية والعالم، ونرى مقاومة الحق. لم يكن لقايين إيمان بالله فتقدَّم إليه كساجد عن طريق الجسد والطبيعة، وليس في طريق الإيمان. ولعدم شعوره بحالته كخاطئ، ولعدم تقديره لقداسة الله ظن أن في مقدوره بكدّه وعرق جبينه أن ينتج شيئًا يقبله الله. لا شك أن تَقدِمة قايين كلَّفته من التعب والمشقة أكثر مما تكلَّف هابيل في تَقدِمته ولكن بالأسف كانت تَقدِمته خالية من الدم. وخلو تقدمته من الدم دليل على أن عبادته كانت قائمة على أساس أنه ليس خاطئًا، وعلى إنكار ضرورة الدم ولزومه كأساس للاقتراب إلى الله.
لقد ظن قايين كما يفعل الكثيرون في أيامنا الحاضرة أنه بالتعب والسخاء واحتمال المشقات في سبيل القرابين التي يقدمها لله يستطيع أن يجد قبولاً في حضرة الله. وتلك كانت جراءة وجهل عدم الإيمان في قايين.