![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَقُلْتُ: إِلَى هُنَا تَأْتِي وَلاَ تَتَعَدَّى، وَهُنَا تُتْخَمُ كِبْرِيَاءُ لُجَجِكَ؟ [11] لا نجد هنا شيئًا من الأساطير التي انتشرت قديمًا، مثل ظهور حيوانات بحرية مرعبة ضخمة. إنما في أسلوب أدبي روحي رائع، يصور البحر كما لو وُلد في جو من الهدوء، له دوره الحيوي بالتفاعل مع اليابسة لخدمة الإنسان. مع ضخامة المحيط وشدة اللجج وضع الله قوانين لا يتعداها. * من يستطيع أن يخبر عن أعماق البحار وسعتها وقوة أمواجها الهائلة؟! ومع هذا فهي تقف عند حدود مرسومة لها، إذ قيل: "إلى هنا تأتي ولا تتعدى، وهنا تدخل، وهنا تتخم كبرياء لُججك" فيُظهر البحر الطاعة بوضوح، إذ يجري ليقف الشاطئ في خط واضح صنعته الأمواج، معلنًا لناظريه أنه لا يتعدى الحدود المرسومة له . القديس كيرلس الأورشليمي يقول إرميا النبي: "أإياي لا تخشون يقول الرب أولًا ترتعدون من وجهي أنا الذي وضعت الرمل تخومًا للبحر، فريضة أبدية لا يتعداها، فتتلاطم ولا تستطيع، وتعج أمواجه ولا تتجاوزها" (إر 5: 22). يقدم ثيؤدورت أسقف قورش البحر دليلًا على العناية الإلهية.* لكي أقنعك بهذا عُد ثانية إلى البحر، ولاحظ أعماقه وامتداده وأقسامه إلى خلجان وشواطئه وموانيه والجزائر التي في منتصفه، وأنواع السمك الذي فيه وأجناسه وأشكاله وتنوعه وولوعه نحو الشاطئ. لاحظ حدود أمواجه، ولجام العناية التي تضبطها، وتمنعها عن أن تفيض على البر. عندما تندفع الأمواج نحو الرمل تلتزم بالحدود، ملاحظين الناموس الإلهي منحوتًا هناك. إنها تشبه حصانًا روحيًا يكبحه مدربه، فتحني الأمواج رقبتها وتتراجع، كمن تقدم توبة متراجعة عند تلامسها مع الرمل. الأب ثيودورت أسقف قورش * بين أكثر الأمور ضعفًا هو الرمل، لا يقدر البحر أن يقاومه في عنفه، إذ يكون به مُلجمًا. القديس باسيليوس الكبير |
|