* قال هذا، ربما لأن أيوب قال: "أبعد يدك عني، ولا تدع هيبتك ترعبني" (أي 13: 21)... فقد بالغ أليفاز كثيرًا ليزيد من تشويه سمعة أيوب والاتهامات الموجهة ضده، إن غضبه صار بلا نفع له.
وفيما كان يشوه سمعة أيوب وجد أليفاز نفسه يغطس فيه، فقد سبّ البرّ بغضبه، وفي جنونه فشل في إدراك الظروف التي فيها نطق أيوب بهذه الأمور. لتعملوا ماذا أضاف: "من هو المائت (الإنسان) حتى يزكو أو مولود المرأة حتى يتبرر" [14]. وقد نطق أيوب بذات الكلمات بكل وضوحٍ: "من يخرج طاهرًا من النجس؟ لا أحد، حتى وإن كانت حياته يومًا واحدًا" (أي 14: 4).
لم يكن أيوب جاهلًا بضعف جنسنا، بل بالعكس إذ كان عارفًا ذلك لم يخفِ الأمر، بل أعلنه بصوتٍ عالٍ كما تسمعون. فقد سبق فقال أيوب قبلًا ما يفتخر به أليفاز. لقد قال هذا بلياقة، إذ أعلن عن ضعفنا بحكمةٍ وهدوءٍ. لهذا لم يكن يستحق أن يكون موضع اتهام، بل موضع مديح.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي