لكن يوجَد مَفاهيم مَغلوطة عن هذا الاِتِّحاد، لذلكَ يجِب أن نَفهَم جَيِّداً ما لا نَقصِدهُ بِهِ. أوَّلاً يجِب أن نُدرِك أنَّ هذا الاِتِّحاد ليسَ اتِّحاداً سِرِّيّاً للوُجود، مِثل اتِّحاد الكَون بالله حَسَب نَظَرِيَّة الحُلولِيَّة. فلَيسَ في الكِتاب المُقدَّس اتِّحاد بينَ الله أو المسيح مع غَير المؤمِنين. كما أنَّ الاِتِّحاد بينَ المسيح والمؤمِن ليسَ مُجَرَّد اتِّحاد أدَبي أخلاقي أو اتِّحاد حُبّ وعاطِفة كَما بينَ الأصدِقاء. لأنَّ اتِّحاد المؤمِن بالمسيح يَتَجاوَز كُل اتِّحاد لِلمَصالِح والأغراض. وليسَ اتِّحاد المؤمِن بالمَسيح اتِّحاداً لِلجَوهَر تَذوب فيهِ شَخصِيَّة الإنسان أو تَفنى في المسيح أو الله، حتَّى ولو كانَت حالَة المؤمِنين مُتَقَدِّمة في الحَياة المَسيحِيَّة. فالكِتاب المُقدَّس يُصَوِّر العَلاقة بينَ المسيح والمؤمِن على أنَّها عَلاقة بينَ شَخصَين لِكُل مِنهُما شَخصِيَّة مُستَقِلَّة.