هل أعاتب صديقاً لي إذا أخطأ في حقي ؟ أم أحتمل إساءته وأصمت ؟
يمكن  أن تعاتبه إن كان من النوع الذي يقبل العتاب وإن كان العتاب  يأتي بنتيجة  طيبة . وذلك لأنه ليس كل إنسان يقبل العتاب . فهناك من تعاتبه ,  فيثور  ويحاول أن يبرر نفسه , ويكثر الجدل.. ويعتبر أنك تتهمه وتظلمه .  وينتهي  العتاب بنتيجة أسوأ . وقد قال الشاعر: ودع العتاب فرب شر كــان  أولــه  العتـــابـــا أما الصديق الواسع الصدر , المحب , الذي يقبل العتاب  بصدر  رحب وبموضوعية , فيمكن أن تعاتبه وتصفي الموقف معه . وقد صرح السيد  الرب  بالعتاب فقال : " إن أخطأ أخوك , فإذهب وعاتبه , بينك وبينه وحدكما .  فإن  سمع منك , فقد ربحت أخاك" ( مت 18 : 15 ) . وهنا يضع السيد شرطاً , أن   يكون العتاب بينكما سراً . لأن البعض لا يقبل أن يظهر مخطئاً أمام الأخرين ,   بينما يقبل ذلك "بينك وبينه وحدكما" . ومع كل ذلك فإن السيد يقول إن  نتيجة  العتاب غير مضمونة . وذلك بقوله : "فإن سمع لك" . هنا وأقول نقطتين  هامتين  في العتاب : الأولى : هي إسلوب العتاب . فهناك من يعاتب في محبة ,  وقد  يبدأ بذكر محاسن الصديق ومواقفه الطيبة , قبل أن يذكر نقطة العتاب ..  بهذا  يكون أسلوبه مقبولاً .. بينما هناك من يعاتب في عنف . وبألفاظ جارحة ,   وكأنما ينتقم لنفسه أثناء العتاب , ويحط من شأن صديقه . فلا يقبل ذلك منه  ,  ويرد عليه بالمثل ,ويشتعل الموقف . إذن إذا عاتبت , عاتب رقيق مقبول :   النقطة الثانية : وهي سبب العتاب . المفروض أن يكون ذلك لسبب يستحق العتاب  ,  وليس على أمور بسيطة تدخل تحت عنوان "المحبة تحتمل كل شيء" (1كو 13) .   لأنك إن كنت تعاتب على كل صغيرة , وحتي علي التفاهات و بحساسية شديدة ,   فإنك بهذا الأسلوب تفقد أصدقائك ...! لذلك كن واسع الصدر , ولا تعاتب على   أمور الصغيرة . هذه إحتملها في صمت , بل في محبة , وبحسن نية . ولا تفكر في   أن صديقك أراد أن يسيء إليك . ربما كانت هفوة , زلفة لسان , عبارة فكاهة,   بسبب نسيان ... إلخ . أما ماقاله السيد المسيح , عن تطور الموقف , وأن   تشكوا للكنيسة , فلا شك أن هذا عن الأمور الخطيرة جداً , ذات النتائج غير   المحتملة ...