اعتاد واحد أن يذهب لرئيس الكهنة في العهد القديم وارتاح له ولمشورته. لكن يومًا ذهب إليه فاعتذر رئيس الكهنة لأنه لا بد أن يقدم ذبيحة عن نفسه وذبيحة عن الشعب (لاويين١٦)، فاحتمل صديقنا متضررًا أن يبقى للغد. ولكنه في مرة أخرى ذهب فوجد رئيس الكهنة قد مات «من أَجلِ مَنْعِهِمْ بِالْمَوْتِ عَنِ الْبَقَاءِ» (عبرانيين ٧: ٢٣).
أما الحال بالنسبة لنا فلا فيه هذا ولا ذاك «قَدْ صَارَ يَسُوعُ ضَامِنًا لِعَهْدٍ أَفْضَلَ... فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ (انظر رؤيا١: ١٨)، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ، الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ» (عبرانيين٧: ٢٢-٢٧). لأنه الحي، ولأن عمله كامل، يقدر أن يخلِّص إلى أبعد مدى تحتاجه حالتنا (إلى التمام).