قال أَخِيمَعَصُ ليوآب: «دَعْنِي أَجْرِ فَأُبَشِّرَ الْمَلِكَ، لأَنَّ اللهَ قَدِ انْتَقَمَ لَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ» (٢صموئيل١٨: ١٩). ولاحظ كلمات ”أَخِيمَعَص“ وهو يُنسب الفضل كله لله، دون أي كلمات مجاملة أو تملق ليوآب قائد الجيش. إن تعلُّق قلب ”أَخِيمَعَص“ بداود دفعه إلى حمل هذه البشارة السارة إليه، إلا أن يوآب لم يوافق على ذهابه، وأمر كُوشِي أن يذهب، فركض (ع٢١). لكن أَخِيمَعَص عاد فطلب من يوآب أن يجري هو أيضًا، فأذن له، فركض الاثنان (ع٢٢). لكن ما أبعد الفرق! الواحد جرى بناءً على أمر، ولكن الآخر جرى من تلقاء الذات بقلب ملتهب. أَخِيمَعَصُ تغلب على المصاعب والعوائق من أجل السرور الموضوع أمامه، ليقف أمام داود كالشاهد لانتصاره. ولا عجب أن يسبق أَخِيمَعَصُ كُوشِي في الركض ليظهر أولاً أمام الملك.