محبة القريب فلا مجال إلى الخطأ حولها. وهذا ما عبَّر عنه القديس أوغسطينوس عندما قال: "إذا كنت تريد أن تعرف إذا كان فيك روح الله، فاسأل قلبك. فإذا كنت تُحبّ أخاك فكُنْ في إطمئنان، لأنه لا محبة حقيقية إذا لم تتوطّد في الله". ومن الطبيعي أن من لم يسعى بمحبة قريبه للوصول إلى الله ، ضلّ الطريق وأوقع نفسه في الظلمات والمهالك. وما كان القديسون إلا أصداء للسيد المسيح الناطق بلسان يوحنا الإنجيلي الذي اتّهم بالكذب من ادّعى أنه يُحبّ الله في حين لا يحب أخاه ولا القريب، فعبّر عن ذلك في رسالته الأولى قائلاً: اذا قال أحَد: "إني أّحبُّ الله" وهو يُبغضُ أخاه كان كاذبًا، لإن الذي لا يُحبُّ أخاه وهو يراه، لا يستطيع أن يُحب الله وهو لا يراه. إليكُم الوصية التي أخذناها عنه: من أحبّ الله فليُحب أخاه أيضًا" (يوحنا الأولى ٤: ٢٠-٢١). ولذلك جعل السيد المسيح "المحبة" علامة تلاميذه الفارقة لذلك قال: "إذا أحبّ بعضُكُم بعضًا عرف الناس أنكُم تلاميذي (يوحنا ١٣: ٣٥).