منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 09 - 2012, 04:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,648

معبد بوذي في وسط القاهرة

معبد بوذي في وسط القاهرة
د إميل شكرالله



ولما لا؟ أليس من حق العمال والتجار والصناع والسياح من بلاد الصين وغيرهم ان يكون لهم دور عبادة كما يسمحون هم ببناء مساجد وكنائس في بلادهم للمؤمنين من الأديان الأخرى؟ طبعا في البلاد العربية هذا مجرد وهم وخيال بل و إثم ما بعده إثم.. بحثت عن السبب فما وجدت إلا صراعات العقول مع النصوص. تلك الصراعات القديمة الحديثة والتي ازدادت شراسة هذه الأيام مع التطور الدراماتيكي لطرق الحصول على المعلومة الصحيحة والمعرفة الأمينة.
نعم انه صراع العقل مع النص وليس صراعا مع الإيمان. فالإيمان طاقة كامنة في أعماق كل إنسان تتوافق تماماً مع حاجته الفطرية إلى الامتلاء من السلام والشعور بالطمأنينة. وقوة الإيمان هذه ليست حكراً على أصحاب النصوص السماوية بل يتمتع بها كل سكان الأرض، ويصعب التمييز بين مصطلح الإيمان ومصطلح الاعتقاد من إنسان لإنسان آخر استنادا إلى عوامل البيئة والثقافة المجتمعية. هذه القناعات الفكرية يؤكدها حوار مع احد الأصدقاء اللا دينيين وكنت قد سألته لماذا لا تؤمن بوجود الله؟ فضحك بطريقة فيها سخرية ربما لأنه فوجئ بسؤال غير متوقع وخصوصا أنهم يعتبرونها من الخصوصيات.
وكانت إجابته: ومن هو الله؟ فاعتقدت أنه يريد الترجمة فقلت له بالروسية (бог) وبالانجليزية (God). ففاجئني بإجابة أوقفتني عن التفكير برهة من الزمن حيث قال أنه يعلم إن الله هو إله المسلمين وأن إيلوهيم هو إله اليهود والمسيحيين فعن أي إله تتحدث؟ فقلت له أنا أقصد القوة الواحدة ذات القيمة العظمى المطلقة الخالقة لهذا الكون غير المحدود والمهيمنة عليه في المكان وعكس المكان، في الزمان وعكس الزمان. قال إن كان الأمر كذلك إذن فأنا مؤمن مثلك بوجود هذه القوة غير أن إيماني بهذه القوة العظمى هو إيمان فطري جيناتي لا يستند لكتب سماوية. ولكنكم تحاولون أثبات وجود هذه القوة الواحدة طبقا لمعتقداتكم وكتبكم أما انأ فلا استطيع فالعلم الآن محدود وهذه القوة بلا حدود.
وأضاف قائلا.. يا صديقي الإله الذي تتحدث عنه له صفات وأسماء ومعاني كثيرة عند البشر. ولكل مذهب فكره وأيدلوجيته الفقهية الخاصة به، الفرق بيني وبينك يا صديقي أن كلانا مؤمن بقيم مشتركة ولكن بكتالوجات مختلفة. بيد أنك تدعوني كافر و انا لا اعتبرك هكذا. انت تعتبر نفسك الأعلى وأنا لا اعتبرك أدني. انت تحاول أن تفرض عليّ معتقداتك و انا لا ادعوك لأفكاري. أنا من حقي ان اغير معتقداتي وأطور أفكاري و انت غير مسموح لك بذلك. انت لا تكذب ولا تسرق ولا ولا... لأن الله فرض عليك ذلك أما أنا فلا أفعل هذا لأني تربيت على القيم النبيلة باعتبارها ليست قروض وإنما الوضع الأخلاقي الأصيل الذي يجب أن يكون. عندها تذكرت قول الكتاب المقدس أن الذين بلا ناموس (شريعة) هم ناموس لأنفسهم.
قلت له عندك حق.. فالإله الواحد الثابت في ذاته لا تتغير صفاته ولكن البشر مختلفون. وبما أن الإنسان يختلف عن أخيه الإنسان في قوى العقل والحكمة والمنطق والثقافة وغيرها، ولأن الإنسان محدود في طبيعته إذن فسوف يقبل الأيمان بالإله غير المحدود بطريقة مختلفة عن الآخر. والفيصل في الأمر هو مخرجات هذا الأيمان والذي يجب أن يترجم إلى معاملات طيبة بين البشر على أساس من المواطنة المتكافئة في الإنسانية والتعاون بين جميع البشر من أجل الحياة الأفضل.

فالأيمان السليم لا يدخل في صراع ومواجهات مع العقل مثلما يفعل النص. لأن الأيمان دائما يتصالح مع العقل فلا يعتدي أحدهما على الآخر بل هما في معاهدة سلام سرية. وكمية الإيمان يمكن أن تتزايد ويمكن أن تتناقص ولذلك يظل الإيمان منسجماً بطريقة أو بأخرى مع العقل الذي يتغير هو الآخر بعكس النصوص الثابتة غير المتغيرة والتي لا ُيسمح لها أن تمس.
وهل يستطيع أحد أن ينكر أن التغيير هو القانون المهيمن على هذا الكون. فالمادة تتغير وتتحول من مادة إلى مادة أخرى. والإنسان أيضاً يتغير في كل لحظة. حتى أن معتقدات الإنسان تغيرت على مر التاريخ ومازالت تتغير. وما كان الإنسان يعتقد انه حقيقة في الماضي يعتبره اليوم خرافة وما أدراك فيما سوف يعتقد الإنسان بعد آلاف السنين!
لذلك ظلت المواجهات بين قوى العلم والمعرفة التي اكتسبها الإنسان على مر العصور من جهة وبين قوى النصوص الدينية من جهة أخرى في حالة صراع دائم. والملاحظ لحركة السلوك الإنساني يكتشف أن الإنسان الذي تتزاحم في عقله النصوص المنقولة يصعب عليه الاستنارة بنور العلم والمعرفة نتيجة مقاومة هذه النصوص لحرية التفكير الحر فيصبح العقل عاجزا عن التفكير السليم، وغير قادراً على التفريق بين المنطقي و اللا منطقي، بين المعقول و اللا معقول.. إن معظم المشاكل والصراعات الموجودة في العالم الآن هي نتيجة مباشرة للتمسك بالنص بدون الفهم الصحيح المتلازم مع استحقاقات المكان والزمان.
ليس من سبيل لأية دولة تريد أن تلحق بركب الحضارة والحياة الكريمة إلا التمسك بخيار إقامة دولة المواطنة الكاملة والمستدامة.. تلك الدولة المدنية التي تحمي نعمة الإيمان لكل مواطنيها على حد سواء وحقهم في ممارسة شعائرهم ومعتقداتهم كما يؤمنون، وإقامة دور العبادة للجميع أيا كانت بتكافؤ ومساواة. دولة لا تغلب دين على دين آخر، دولة لا تحجب المعرفة عن مواطنيها بل على العكس تعمل على حمايتهم من الجهل وعدم المعرفة، وان تشجعهم على إعمال العقل والتدبير.. لن تستقيم الأمور إلا بدولة يتصالح فيها الإنسان مع أخيه الإنسان بغض النظر عن اختلاف العقول والنصوص والثقافات والأجناس.
SHOUKRALA@HOTMAIL.COM

ايلاف
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أنا لا أعبد المادة أنا أعبد خالق المادة الذي أصبح مادة من أجلي
نرفض أن نقول عن المسيح: "بسبب ذلك الذي ألبس أعبد اللابس، وبسبب غير المنظور أعبد المنظور"
لا تؤذي احد
فلا تؤذي
فلا تؤذي


الساعة الآن 05:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025