في إنجيل اليوم ، يكلِّمُ قائدُ المئةِ يسوعَ قائلاً: “إنّ فتاي ملقًى في البيت مخلَّعًا يُعذَّب بعذاب شديد”، وكأنّه لسان حال إنسانِنا المعاصِر الَّذي يشعر بأنَّه مترامي الأطراف، مخلَّعةٌ كلٌّ منها عن وحدتها. وتتمثَّل هذه العذاباتُ بشكل تجاذبات واضطرابات داخليَّة وخارجيَّة نشعرُ معها كأنَّها انفصامٌ بالشَّخصيَّة. تـــُرى ما سببُ تلك الإرهاصاتِ* بالنفس البشرية؟ وكيف؟ ومن يداويها؟ السَّبب الرَّئيسيّ لإحساسنا بتلك الغربةِ عن ذاتـِنا هو غيابُ مفهوم الغاية من حياتِنا، وبضياعه يختفي المركز. بحسب إيماننا “المركز والغاية” هما المسيح الَّذي هو البداية والنّهاية. حضورُه في حياتِنا بشكل فعليّ هو الكفيلُ بأن يُوَحِّدَ تلك التَّشعُّباتِ ويضمَّها إليه، حيث تصبحُ الرَّغبة ُوالشَّوق متناغمان مع الإرادة والتَّصميم فيفرزان عملًا وممارسةً وحياة. لقد أجاب يسوع: “أنا آتي وأشفيه”، إذًا هو مستعد دومًا للمجيء وليضع علينا عقاقيرَ الشّفاء. في حين يتطلّبُ هذا التّعافي إيمانًا، كمثلِ إيمانِ القائدِ الَّذي لا مثيلَ له! ولعلّ أكثر ما يؤلمنا، عندما نقومُ بكامِل إدراكِنا بأمورٍ تتنافى مع قِيَمِنا، ونضعُ مبرِّراتٍ تُخْمِدُ نارًا ، ويدوي صوتـُها في فكرنا، بدلًا من أن تشدِّدَ حرارتــُها عزيمتَنا للمضيّ بثبات في طريقٍ وعرٍ مُدركين بهاءَ نهايتِها.