"وكان بطرس يناشدهم ويشجعهم بأقوال أخرى كثيرة" (آ 40). ينبّهنا لوقا أنه أعطانا خطبة موجزة وأعطانا رسمة توسّع فيها بطريقته. ثم يلخّص لنا بعبارات قاسية تحريض بطرس الأخير: "تخلّصوا من هذا الجيل الفاسد". طبّقت التوراة هذه العبارة على شعب اسرائيل الذي خان العهد (رج تث 32: 5، 20؛ مز 78: 8). ثم طبّقها يسوع على معاصريه (رج مت 16: 4: جيل فاسد فاسق يطلب آية). وطبّقت العبارة في الكنيسة على العالم الذي يرفض الخلاص (غل 2: 15). لقد اتخذ الجيل معناه النموذجي الكامل. إن جيل الخروج الذي كان صورة الجيل الذي حكم على المسيح، صار صورة العالم الخاطىء. ثم إن هذه الصورة دخلت في مناخ "الأيام الأخيرة" الذي ذكره بطرس في بداية خطبته، فبدت قاسية ومهدّدة.