منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 09 - 2021, 10:39 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,330,804

داود في جت




داود في جت


وَقَامَ دَاوُدُ وَهَرَبَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ

مِنْ أَمَامِ شَاوُلَ وَجَاءَ إِلَى أَخِيشَ مَلِكِ جَتَّ

( 1صم 21: 10 )




هنا نرى داود يسحب نفسه من بين يدي الله ويضعها طوعًا في يدي أخيش ملك جتّ. لقد ترك مكان الاستناد على الله وذهب إلى أعداء الله وإسرائيل. ولنلاحظ أنه كان في يده أيضًا سيف جليات جبار الفلسطينيين ( 1صم 21: 8 ، 9). لكنه في هذه المرة لم يكن يعمل بصفته الحقيقية كخادم لله، لكنه ذهب ليمثل دور المجنون في حضرة أولئك الذين كان منذ فترة قصيرة قد تصرف أمامهم كبطل إسرائيل المغوار.

لقد أدرك الفلسطينيون حقيقة شخص داود أنه ”ملك الأرض وضارب الربوات“ وتخيَّلوا أنه لا يستطيع أن يكون إلا عدوًا لهم، وأن لا يعمل إلا ضدهم لأنهم لم يعلموا شيئًا عن حقيقة حالته الأدبية في هذا الظرف الشاذ من حياته، ولم يتصوَّروا أن قاتل جليات قد فرّ إليهم لأجل حمايته من يد شاول. فالعالم لا يمكنه أن يفهم تقلبات حياة المؤمنين. ومَنْ مِن الذين رأوا داود في وادي البُطم، كان يظن أن الخوف يتملَّكه فلا يتمسك بالإيمان الذي خصّه الله به؟ مَن كان يتصوَّر أن داود وسيف جليات في يده لا يجرؤ على القول بأنه قاتل جليات؟! لكن هذا هو عين ما حدث ( 1صم 21: 10 - 13).

إن المؤمن حين يهجر طريق الطاعة البسيطة لله وطريق الغربة في العالم، فلا بد أن عقله يتغير وتختفي ملامح شخصيته الحقيقية، وتُستبدل بمسَالك أخرى تتميز بالخِداع في نظر الله، وبالجنون في نظر العالم. وهذا شيء مؤسف لأقصى درجة. فالمؤمن ينبغي عليه أن يحفظ هيبته المُكتسبة من وجوده في حضرة الله، ولكن في اللحظة التي يضعف فيها إيمانه، تذهب قوة شهادته وحينئذٍ يُحتقر ويُستهزأ به كرجل مجنون ( 1صم 21: 13 - 15).

ترك داود مكان القوة الحقيقية عندما ذهب إلى جتّ، ولو أنه ظل في الجبال تائهًا وبلا مأوى لَمَا بَدَت منه مثل هذه الصورة المُحزنة في نظر عبيد أخيش، ولَمَا قيل قط عنه إنه مجنون. ولكن داود هو الذي ـ مع الأسف ـ وضع نفسه في قبضة هذا الغريب. ونحن يجب أن نحترس من هذا، وذلك بالسير في نور الإيمان بقدرة الله. وما دمنا نشعر أن الله قادر على سد كل حاجاتنا، فلنكن منفصلين عن العالم تمامًا وإلا فإننا نشوِّه حق الله وننكر حالتنا الحقيقية كرجال سماويين.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طارد شاول داود وحاول قتله ولكن الله حفظ داود
يتكلم داود بروح النبوة عن تجمع الشعوب حول الله وملكه داود
عن إصرار شاول على تعقب داود للخلاص منه وإصرار داود على الاحتمال بطول أناة
أبانا الذي ف السموات داوى الذين كسرتهم الحياة داوى المجروحين
من رموز مريم العذراء في العهد القديم برج داود الحصين ومقلاع داود


الساعة الآن 04:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025