محمد مسعود يكتب : ذبح إلهام شاهين علي أعتاب قنوات بير السلم

[Mary Naeem]

محمد مسعود يكتب : ذبح إلهام شاهين علي أعتاب قنوات بير السلم

.. بمجرد تخلي الرئيس السابق محمد حسني مبارك عن سلطاته كرئيس للجمهورية ، شهدت مصر حالة خطيرة من الانفلات الأمني، بدأت بانسحاب الشرطة من الشوارع وحرق الأقسام والإعتداء علي كل من يرتدي البدلة الميري، وقتها خرج مارد الفوضي الخلاقه من قمقمه ليعلن للجميع ثورته وقوته التي وصلت إلي حد الجبروت .. سرقات ، إعتداءات، وترويع .. حتى بدأت الأمور تهدأ تدريجيا بمرور الوقت، إلي أن ظننا أن تلك المرحلة علي وشك الانتهاء .
لكن .. مع تولي الرئيس محمد مرسي مقاليد الحكم ووصول الإخوان المسلمون إلي قصر الرئاسة بعد فترة طويلة عملوا خلالها في ظلام دامس وقضي معظمهم أغلب سنوات عمره في غياهب السجون، عادت الظاهرة مجددا، بإنفلات جديد – لكن - علي طريقتهم الخاصة .. ألا وهو الانفلات الديني .. كل من ربي لحيته وقصر جلابيته ووضع علامة الصلاة فوق رأسه وغطي زوجته بالنقاب يمكنه أن يكفر أي شخص ، كل من هب ودب يستطيع أن يحل ضيفا علي قناة فضائية لينهش في لحم معارضيه، يقذفهم ويسبهم ويلعنهم ويخبرهم أن مصيرهم جهنم وبئس المصير .
واجه نظام مبارك العديد من الاتهامات، باعتماده علي البلطجية، لترويع الخصوم، وقالوا أن جزاؤه من جنس عمله ، فهو الآن في غياهب السجون مقعدا مريضا أذله الله بعد عز.
ونسوا أن تلك الأفعال المجرمة والمحرمة من وجهة نظرهم صارت هي نفس الأعمال التي يرتكبونها، ووصلت التهمة نفسها إلي عباءة التيار الإسلامي في مصر، الترويع .. ولعل الترويع بالأسلحة أيا كانت أخف وطأة من الترويع بالدين وتكفير وإهدار دم كل من يختلف معهم في الرأي .
قالوا أن توفيق عكاشة مجنونا ومحرضا علي القتل وأغلقوا قناته الفضائية، وتركوا الشيخ ( هاشم إسلام ) الذي حرض علي قتل متظاهري 24 أغسطس ( الخوارج – حسب تعبيره - ) فكل من خرج علي الحاكم فهو من الخوارج .. ونسوا أن مبارك كان حاكما وهم كانوامن الخوارج عليه .
وخرجت النجمة الكبيرة إلهام شاهين التي تعتز السينما المصرية والفن المصري بشكل عام بموهبتها، لتعلن عن رأيها في الرئيس محمد مرسي، وجهة نظرها إنها لا تراه رئيسا مناسبا لدولة في حجم مصر، وهذا حقها، التعبير عن وجهة نظرها ، فخرج عليها أحد مشايخ السلف ليتهمها بالزني وارتكاب الفاحشة، ويتهمها إنها أدخلت زناها إلي كل البيوت وعلمت الأولاد والبنات الرذيلة، وسألها كم شخص اعتلاكي باسم الفن وكم شخص قبلك باسم الفن.
إلهام شاهين التي قدمت للسينما المصرية ما يزيد عن التسعون فيلما ، وعشرات المسلسلات ، إلهام التي حصدت لمصر جوائز عديدة بأعمالها ذات الموضوعات والمضامين والأهداف التي من الصعب علي أمثاله فهمها .. فهو في الغالب رجل وضع عقله وراء حجاب فساده الظلام، وحسب قول الشاعر اللبناني الراحل إيليا أبو ماضي في قصيدته المساء، ( لا فرق عند الليل بين النهر والمستنقع .. يخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجع .. إن الجمال يغيب مثل القبح تحت البرقع ) ، فمادام شيوخ السلف وقود الفتنة في مصر يضعون ذلك البرقع فوق أعينهم فلن يميزوا بين أي شيء .. ومثلما سأل الشيخ إلهام شاهين يمكننا الآن أن نسأله : ما هي صفتك لتتهم " أمة " بالزني ؟ .. كم شخص أفسدت عقله ووضعته وراء الحجاب باسم الدين إذا كنت تتحدث بالأسلوب نفسه الذي تحدثت به عن إلهام شاهين ونور الشريف وإتهمتهما بالزني .. وإذا كان ذلك الشيخ يتحدث بذاك الأسلوب وهو رجل دين، يفترض أن يعلم الناس مكارم الأخلاق فما هو الأسلوب الذي يتحدث به الجهلاء .
وهل لهذا الشيخ إذا كان حريصا كل الحرص علي التيار الإسلامي بالصورة التي ظهر عليها ما موقفه ورأيه الشخصي ورأي الدين في فضيحة النائب السلفي السابق علي ونيس الذي اتهم بالفعل الفاضح .. فتاة عارية جالسة علي " حجره "، ونائب عملية التجميل " البلكيمي " الذي كان يكذب ويتجمل .
الآن أصبحت القنوات الدينية في مصر لا تسعي لأهداف سامية كنشر الرسالة وإتباع السنة وظهور الدعاة مستنيري العقول ليبسطوا الدين ليفهمه العامة، بينما صارت جزءا من لعبة السياسة لتصفية المعارضين .
وإذا كان الأمر كذلك فلا يوجد فارق بين توفيق عكاشة المتهم بالتحريض وهاشم إسلام صاحب فتوي قتل المتظاهرين .. وشيخ إلهام شاهين الذي يرمي الناس بالتهم فكلهم يجب أن يخضعوا للتحقيق ويمنع ظهورهم مرة جديدة .. علي أن تغلق القنوات التي تضم شيوخ السلف الذين وصفهم مفتي الديار المصرية السابق الشيخ علي جمعة بأنكل من ينضم اليهم يصبح عالما في أسبوعين معتمدا على الظواهر والشكليات في الدين دون المضمون وعبر عن ذلك بقوله انه بمجرد أن ينضم إلى السلفية ليس عليه إلا أن يربي لحيته ويقصر جلابيته وينقب زوجته ويقرأ أي كتاب سواء ليل الأوتار أو كتاب لابن عثيمين أو الاحاديث الصحيحة والضعيفة للالباني ويصير عالما

بوابة الفجر الاليكترونية