منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 04 - 2021, 07:36 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 378,281


✥ لمحات على نفسية يهوذا الإسخريوطى  ✥

لقد كانت خيانة يهوذا الاسخريوطى للسيد المسيح هى المحطة النهائية فى علاقته بالرب بدأت أولا "بذات" يهوذا نفسه كإنسان متعلم مُمَيَّز من منطقة اليهودية،حيث التمدن والحضارة ، بعكس بقية التلاميذ البسطاء العاميين من الشمال حيث انخفاض مستوى المعيشة وفقر العيش، ثم تلاها الإعجاب بشخص الرب يسوع وشخصيته وسلطان تعليمه ومهابته، ثم الانبهار بأعماله وذيوع شهرته وتوقع المنصب الرفيع بجانبه حينما يُنَصَّب مَلِكاً،وعليه كانت علاقة الود والمصاحبة بينهما، ثم تأتى الكسرة الكبرى حينما ينزوى الرب يسوع عن الناس هارباً من المُلْك، ومعلناً ان مملكته ليست من هذا العالم، وبالتالى إنهيار آمال يهوذا فى مستقبلٍ باهر لاح فى الأفق وسرعان ما اختفى وذهب أدراج الرياح، ثم تأتى مرحلة "رُخْص" قيمة المسيح فى نظر يهوذا وتَحَقُّق عدم نفع تبعيته كضياع للوقت والجهد ثم يأتي القرار بالخروج من هذه العلاقة بأية منفعة ومواصلة حياته الخاصة بعد ذلك.
ثم يأتيه فكر الذهاب الى كارهيه الذين يتمنون نهايته بأسرع مما يمكن وعرض تسليمه لهم والقبض عليه بعيدا عن الناس تمهيداً لمحاكمته ، وللخروج بأى نفع مادى، وتلا ذلك استغلال اليهود هذه الفرصة وعرض مبلغ بخس رضى به يهوذا "بدلاً من لاشىء"!!
ثم يأتى التخطيط للتوقيت والمكان فى بستان جسثيمانى المظلم حيث أعتاد الرب يسوع قضاء وقت طويل من الليل مع تلاميذه هناك بعيدا عن الناس حيث الفرصة ممكنة والجو ملائم جدا للقبض عليه بعيداً عن الناس حتى لايحدث شغب فى الشعب لمحبتهم لشخص رب المجد ، وحيث انهم لن يستدلوا عليه وسط الظلام وتلفيح الرأس والوجه ليلاً فى ظلام دامس، فكانت العلامة هى القبلة "قدس اقداس المحبة"، والتى تنجست بما يسمى "خيانة".
كيف تحولت القبلة من عنوان المحبة الى عنوان القتل ، كيف تحولت حلاوة المحبة الى سُمٍ فَتَّاك !! ..
إنما لم تكن الخيانة هى آخر محطة فى حياته ، ولكن هبت بعدها عاصفة الندم الرهيبة حينما رأى يهوذا قوة وثبات ورهبة الرب يسوع ومنعه لتلاميذه من سفك الدم وثباته بالرغم من هروب الآخرين من التلاميذ ، رآه حملا صامتا امام الذى يجزه فلم يفتح فاه، رآه قويا فى وداعته فصرخ ضميره
"قد أخطأت إذا أسلمتُ دماً زكياً" ورجع ثانيةً فى الصباح الباكر
ورمى المال الذى اخذه من اليهود محاولا فك المعاملة واسترجاع المسيح من أيديهم ولكن هيهات .. فلقد حصلوا على مايريدون ولن يفلت المسيح من ايديهم إلا عندما يبصرونه ميتاً الى قبره، سينقضوا عليه بكل قواهم لينهوا حياته وينهوا عذابهم معه كل يوم من فقدان لكرامتهم ومركزيتهم لدى الناس وسلطانهم عليهم .. لقد أخذ المسيح منهم كل شىء على مدى ثلاث سنوات ونصف وهم فاقدى القدرة امام تعليمه وسلطانه ومعجزاته بل وامام حبه واتضاعه مع حكمته الفائقة وحب الناس له ، فالعالم كله قد ذهب وراءه.
والآن هى فرصتهم .. هو الآن بين أيديهم.

كانت النتيجة انهم طردوا يهوذا من وسطهم بخزى عظيم.
أدرك يهوذا لحظتها مدى فشله وعجزه ثم مدى خزى فعلته ثم مدى رُخصه هو فى عينى نفسه ثم مدى حسرته على ضياع حياة برئ بلا رجعة. إسترجع كل الماضى حينما لم يفعل له الرب يسوع الا كل الخير . لم يرى منه شيئا ردياً كان يحبه حباً خالصاً ، كم كان عطوفا معه ومتواضعا له . كيف غَسَل رجليه كيف كان باذلا فى حبه للكل ، ما الذى فعله حتى يقبض عليه ويسلم للمحاكمة ثم للقتل ! أهذا جزاء خيره وحبه ؟!!
.. حينئذ صرخ صرخة قايين "ذنبى أعظم من ان يُحتَمَل". عذاب ما بعده عذاب. اصبح حب المسيح سوطاً يجلد يهوذا به نفسه كل لحظة
إختفى من عقله وكيانه اى أمل لرجوع المسيح او لمحو خطيته القاتلة .
ضاعت قيمة الحياة فى نظره ،فكيف يعيش بعد ذلك، كيف يتمتع بالحياة وهو الذى سلَّم نفساً بريئة بدم بارد نظير ملاليم وفلسات قليلة !! ....

ولكنه اغفل امرا عظيماً، أغفل منظر الرب يسوع الذى غفر للزانية وللعشار وللسامرية وكان محباً للخطاة يتلقفهم بالحب ويعطف عليهم بحنوه البالغ ووداعته وابتسامته الحلوة، اغفل منظر الرب يسوع شافى النفوس ومفرح القلوب
اغفل كلام الرب يسوع فى موعظته على الجبل ان الرب صالح يمطر على الاشرار والظالمين ويشرق بشمسه على الخطاة والصالحين على حد سواء اغفل تعليمه عن توبة العشار حينما قال إرحمنى يا ب أنا الخاطى فرجع مبرراً ..
وحينما اسودت الدنيا فى عينيه وضاعت قيمة الحياة ،مضى وشنق نفسه وانسكبت احشاؤه
وكان لانتحار يهوذا الاسخريوطى دوياً كبيراً سمع به الجميع واصبحوا فى نقاشات كثيرة ربما لعظم الحدث اى القبض على الرب يسوع، أو لعظم فعل الخيانة من أقرب المحبين لشخصه
واستغراب ودهشة القاصى والدانى
.
فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا:"لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ ( فى الهيكل) لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ". فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ "حَقْلَ الدَّمِ" إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ:"وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ،وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ".
تحولت الثلاثين من الفضة الى مقبرة ( مكان وعنوان الموت) للغرباء اى الذين ليسوا من شعب اليهود . وسميت حقل الدم لانها ثمن دم برىء
لقد هلك يهوذا واصبح ماله مقبرة للغرباء.
والعجب فى اعلان الروح القدس الناطق فى الانبياء بمعرفة الله السابقة فى دقة رهيبة مشيرا الى شراء الحفل بهذا المال وتسميته نفس الاسم ويذكر النبى ان هذا أمر الله له ان ينطق بهذه النبوة وباسم الحقل عينه. كما تنبأ داود النبى أيضا فى سفر المزامير عن يهوذا قائلا " لتصر داره خراباً ولا يكن فيها ساكن وليأخذ اسقفيته ( وظيفته) آخر ( والذى اصبح متياس الرسول الذى تعين مع الاحد عشر)
وأخيراً ايها الأحباء يهوذا تحول الى عبرة ودرس العمر للأجيال كلها بعلامة ارشاد على طريق حياتنا الأبدية مكتوب عليها منحنى خطر .. ممنوع الدخول .. حذارى من ترفع الذات والاحساس بالافضلية على الاخرين حذارى من دخول النفعية المادية فى علاقتنا او خدمتنا لربنا يسوع تحت اى ظرف ،حذارى من محبة المال التى هى أصل لكل الشرور وأخيرا الحذر كل الحذر من اليأس وفقدان الرجاء فى التوبة والرجوع فهناك دائما باب مفتوح للرجوع طالما هناك أنفاس الحياة

هناك الرب يسوع الحنون
هناك حضنه المفتوح لك دائماً
هناك قلبه الحنون ودمه المسفوك غفراناً وحباً .
الرب صالح ورحوم وحنون جدا يقبل الخطاة الذين اولهم أنا
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
✥القديس العظيم الأنبا بضابا✥ ✥وابن خالته الأنبا اندراوس✥
✝إخرستوس إنيستي إكنكرون✝ ✥المسيح قام من الأموات ✥ ✥ الحان دورة القيامة✥
✥✥✥ أسبوع الالآم ✥✥✥
لحن بيك اثرونوس ✥ ✥كرسيك ياالله✥ ( لحن العرش )
ايقونات ✥القديس يوحنا الحبيب✥ مع السيد المسيح على جبل التجلى


الساعة الآن 07:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025