في الحرب التي لا نهاية لها بين الناس ضد الطبيعة لن يكون هناك سوى فائز واحد ولكن لا يزال بإمكان البشر مواساة أنفسهم بإنتصارات عرضية، وهو ما تمثله أكبر الجسور في العالم، وسواء كنا نحتاج إلى عبور الأنهار أو الوديان، أو ربط الجزر بالبر الرئيسي، أو حمل السيارات، أو الأشخاص، أو الممرات المائية الإصطناعية فإن الجسور هي حل رائع كلما دخلت الطبيعة في طريقنا، ويفترض المؤرخون أن الناس اخترعوا الجسور عندما رأوا كيف يمكن للأشجار الساقطة أن تساعدهم في عبور الأنهار الضحلة، ومنذ ذلك الحين تطورت الجسور لفترة أطول، وأكثر تعقيدا من الناحية الفنية وأكثر إثارة للإعجاب، وتتطورت ببطء من الأقواس الحجرية البسيطة إلى الجسور المعلقة التي تمتد برشاقة بطول عدة أميال، مع هبوب رياح من الأعلى، وتجوبها الأنهار من الأسفل، تجتازها حركة المرور طوال اليوم، وإنها معجزة أن تبقى الجسور في وضع مستقيم.