اسرار الفرح

[walaa farouk]

سابدأ الان باسرار المسيح - واسرار امه ..فلنبدأ .
باسرار ..الفرح..
(اسرار الفرح» تتميز فعليا بالفرح المشع من حدث التجسد وذلك واضح منذ البشارة حيث سلام الملاك جبرائيل على عذراء الناصرة يذكر بالدعوة الى الفرح «المسيحاني» (افرحي يامريم )
-تاريخ الخلاص كله وبمعنى خاص تاريخ العالم بالذات يصل الى هذه البشارة ان كان فعلا تصميم الآب هو ان يجمع في المسيح كل شئ ..
فالكون بأسره هو الذي قد مسته الحظوة الالهية
التي بها ينحني الآب نحو مريم لكي تصبح اما لابنه والبشرية جمعاء بدورها تجد نفسها وكأنها موجودة في «ال. نعم» التي بها تجاوبت مريم بسرعة مع مشيئة الله.
انها علامة ابتهاج تطبع حدث اللقاء مع «اليصابات»
حيث صوت مريم وحضور المسيح في حشاها
يجعلان يوحنا «يرتكض بهجة» ثم جو من الحبور يغمر مشهد بيت لحم حيث ولادة الطفل الالهي مخلص العالم ينشده الملائكة ويعلنونها للرعيان ..«فرحا عظيما»
لكن السرين الاخيرين اللذين يحتفظان
بميزة الفرح هذه يستبقان علامات المأساة.
ان تقدمة يسوع للهيكل فيما تعبر عن فرح التكرس
وتغمر سمعان الشيخ بالانخطاف تنوه ايضا «بالنبوءة»
بان الطفل سيكون (علامة للاختصام في اسرائيل)
وبنبوة السيف الذي سيجوز في نفس امه .
حادثة يسوع في الهيكل لما بلغ الثانية عشرة هي ايضا مفرحة
ومأسوية معا ويظهر بصورة جوهرية كالذي «يعلم»
ان كشف سره كأبن مكرس كليا لشؤون الآب هو اعلان الجذرية الانجيلية التي تعيد النظر في اعز الربط على قلب الانسان ازاء متطلبات الملكوت المطلقة فيوسف ومريم بالذات في اضطراب وضنك «لم يفهما كلامه»
تأمل اسرار «الفرح» يعني اذا الدخول في الدوافع الاخيرة لمعنى الفرح المسيحي العميق - يعني ذلك تثبت نظرنا على المدى الحسي لسر التجسد وعلى اعلان لايزال غامضا. ومخيفا لسر «الالم الخلاصي»
مريم تقودنا الى معرفة سر الفرح المسيحي بتذكيرنا بان المسيحية هي قبل كل شئ (بشرى سارة) تكمن نقطة ارتكازها بل بالاكثر محتواها نفسه في شخص المسيح الكلمة الصائر جسدا مخلص العالم الاوحد...