صلاة راهب

[walaa farouk]

"أيها الآب أعطِني شعاعاً من الراحة"
إنها مهمة ثقيلة عليَّ جداً يا رب. إنها تُشغل كل تفكيري ليلاً ونهاراً. قبل أن أُقدِّمها إليك في الصلاة، إذ وجدتُ نفسي مُلزَماً بأنني يجب أن أُصلِّي من أجل كل الذين هم أقل حَظّاً مني:

+ أولاً من أجل أولئك المُعدمين الذين في العالم ولا يكاد الطعام الذي لديهم يكفي يومهم هذا، وأولئك الذين ليس لديهم سقف يستر عليهم ليلاً.

+ إني أُصلِّي من أجل الذين ترتسم في عيونهم علامات الرعب وهم يكدحون بكل نَفَس فيهم من أجل مجرد لقمة عيش لهم ولأُسَرهم في نهاية يوم عملهم.

إني أيضاً أُصلِّي من أجل أُسَر الذين فقدوا أحباءهم في موت مُفاجئ، ومن أجل أولئك الذين ضاعت حياتهم وهم على فراش الموت في المستشفيات أو في بيوتهم.
+ ومن أجل الآباء والأُمهات الذين أصاب أطفالهم داء سرطان الدم، ومن أجل الكثيرين من الناس الذين يموتون من مرض أورام المخ، ومن أجل مئات الآلاف الذين ضاعت حياتهم بسبب أنواع مرض السرطان الرهيبة الأخرى.

+ أُصلِّي من أجل ذلك الكمِّ الهائل من الأشخاص الذين تبدَّدت وتناثرت فجأة أجسادهم في حوادث تحطُّم سياراتهم، ومن أجل أولئك الذين يرقدون في المستشفيات يتأوَّهون بحروق مؤلمة على أجسادهم، ومن أجل الذين أُصيبت وجوههم بحروق بما يصعب احتمالها. إني أدعو الله من أجل المرضى بانتفاخ الرئة.

+ إني أُصلِّي من أجل أولئك المُعذَّبين بما لا يمكن وصفه بالكلمات من مخاوفَ غير معقولة، تسبَّبت من جرائم تعذيب سابق حدثت فيما يُطْلِقون عليها كذباً اسم ”مستشفيات“ و”مصحَّات“ نفسية، وهي في حقيقتها مجازر رهيبة لشابات أو شباب مـن أجـل أغراض دنيئة ولا أحـد يـدري بهم وبهنَّ أو يُنجـدهم ويُنجدهنَّ.

+ وأُصلِّي من أجل الناس الذين دُمِّرت عقولهم بسبب الاضطرابات العقلية والنفسية، والذين ”يُعالَجون“ في المستشفيات العقلية بالامتهان والضرب والتقييد بالحبال في أَسرَّة المرضى.+ إني أُصلِّي من أجل كبار السن الذين تعصف بهم آلام الشيخوخة، والتي لا هروب منها إلاَّ بالموت.

+ إني أُصلي من أجل الناس الذين يُشاهدون أحباءهم يتلاشون من أمام أعينهم حزناً عليهم من مرض الألزهايمر، ومن أجل الآلاف الذين يُعانون من المرض اللعين ”الإيدز“.

+ وأُصلِّي بحرقة من أجل أولئك الذين هم في مثل ذلك اليأس الذي قد يدفعهم إلى الانتحار.

+ وأُصلِّي من أجل الأشخاص الذين يتعذَّبون من شيطان الإدمان على الكحول، وإدمان المخدرات.

+ أُصلِّي من أجل الأطفال الذين تم التخلِّي عنهم من قِبَل والديهم. ومن أجل أولئك الذين يتعرَّضون لاعتداءات جنسية رغماً عنهم. ومن أجل الزوجات الغارقات في بالوعة يأسٍ صامت، بسبب الضرب وسوء المعاملة من قِبَل أزواجهن القساة والسَّكَارى. ومن أجل أولئك الذين فقدوا كل شيء في الفيضانات، والأعاصير، والزلازل.

+ أُصلِّي من أجل المكفوفين، الذين لا يَرَوْن وجوه مَنْ هم يحبون، ولا جمال شروق الشمس، ومن أجل أولئك الذين تشوَّهوا بتشوُّهات فظيعة بسبب مرض التهاب المفاصل المؤلم.
+أُصلِّي من أجل الكثيرين الذين سوف تُنتَزع منهم حياتهم اليوم غَدْراً، وذلك بيد القتلة والإرهابيين، أولئك الذين سواء كانوا كباراً أو صغاراً، آباءً وأُمهات أو أطفالاً وزهرات ناضرين وناضرات وشباناً وشابات، سواء في مصر التي باركها الله وبارك شعبها منذ آلاف السنين وإلى الآن، أو في كثير من بلاد العالم أجمع.

+ أُصلِّي من أجل الذين يتشرَّدون من بيوتهم قسراً وفي أوقات غير مناسبة ما يصيب النساء والصغار بالرُّعب والهلع، إما بسبب الحروب أو الإرهاب أو انهدام البيوت على رؤوسهم أو اندلاع الحريق فيها.

+ الأكثر من ذلك كله حُزناً لي، فأنا أبكي من أجل الملايين الذين هم غارقون في الخطايا والأدناس وليس مَنْ يختطفهم من النار أو هم لا يُريدون، ومن أجل هؤلاء وأولئك الذين لا يعرفون ولا يُصدِّقون الرجاء المبارك من الله في ابنه يسوع المسيح، الذي وَعَد به البشرية كلها وأَوْفَى بوعده، بافتتاح الحياة الآتية الجديدة بقيامته من بين الأموات ودخوله إلى الملكوت الأبدي، حيث الحياة التي لا ألم فيها ولا ظُلم ولا حُزن ولا موت، كما رآها وسمعها القديس يوحنا الرائي:«وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم. والموت لا يكون فيما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا مرض فيما بعد، لأن الأمور الأولى قد مَضَت» (رؤيا 21: 4).

+ يا الله ، إني أُصلِّي من أجل هؤلاء جميعاً ليكون في الجميع هذا الرجاء المبارك الذي لن يُخْزِي (رو 5: 5)، آمين.

[Mary Naeem]

صورة فى غاية الروعة
ربنا يفرح قلبك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى