منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 10 - 2017, 03:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,318,649

الفرح في التجارب
الفرح في التجارب

«اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ»
(يع1: 2)

كتب يعقوب إلى الاثني عشر سبطًا الذين في الشتات، وكانوا من اليهود الذين دخلوا إلى المسيحية وتركوا اليهودية، ولهذا السبب كانوا يواجهون الاضطهادات ويحتملون أحزانًا بالظلم. وقد شجَّعهم أن يحسبوه كل فَرَحٍ حينما يقعون في تجارب متنوعة، وهو أمر يخالف تمامًا رد الفعل الطبيعي؛ ذلك لأن المسيحي يفهم الأمور ويتعامل معها بطريقة مختلفة بناء على قناعات مختلفة. فهو يرى الحياة أنها المسيح، الذي هو المعنى والقيمة والهدف للحياة، ويرى الموت أنه ربح، ويرى الألم أنه هبة وعطية. لهذا يستطيع أن يفرح وسط الأحزان.

ولهؤلاء أيضًا كتب الرسول بولس مُشجعًا إياهم على احتمال الآلام قائلاً: «صَبِرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ ... وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ» (عب10: 32–34). كذلك كتب الرسول بطرس لهؤلاء المؤمنين أيضًا يقول: «الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ - إِنْ كَانَ يَجِبُ - تُحْزَنُونَ يَسِيرًا بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ ... تَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ» (1بط1: 6-8)، وهو ما لا يمكن أن يفهمه العالم أو يستوعبه. وبنفس القناعة كتب بولس عن اختبار شخصي قائلاً: «كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ» (2كو6: 10). فعندما كان في فيلبي، وتعرَّض للإهانات البالغة والأذى النفسي والجسدي، وطُرح في السجن الداخلي ورجليه في المقطرة، «ونَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ» (أع16: 25). بأي منطق إنساني، وبأي طاقة نفسية يحدث هذا؟ الجواب: إن المسيحي الحقيقي هو شخص مختلف، لأنه سماوي، يمتلك حياة سماوية، ويعيش بمبادئ سماوية، وبالتالي فإن رد فعله مختلف عن الناس.

وليس بولس فقط الذي اختبر هذا الفرح وسط الآلام، بل أيضًا التلاميذ في بداية تاريخ الكنيسة، عندما تعرضوا للاضطهاد والجلد، «ذَهَبُوا فَرِحِينَ ... لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ» (أع5: 41).

وليس في الاضطهادات فقط، بل عندما سمح الرب لبولس بشوكة في الجسد، لازمته مدى الحياة، وأشعرته بالضعف والمذلة، وتضرع إلى الرب من جهتها ثلاث مرات، ولم يرفع الرب الشوكة، لم يُحبَط أو يكتئب، بل نسمعه يقول: «أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ (وليس ابتُليت بشوكة) ... فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ» (2كو12: 7–10). كيف ولماذا؟ لأن عنده رصيدًا من القناعات الراسخة التي تعلَّمها من الله وكلمته، والتي تجعله مختلفًا في أحزانه، كما في أفراحه، عن الناس. لقد كتب للمؤمنين في رومية قائلاً: «بَلْ نَفْتَخِرُ (نفرح) أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ» (رو5: 3)، وذلك لأننا نعلم أن مصدرها هو الله المُحبّ والحكيم الذي لا يُخطئ، وأن هناك نتائج مباركة ستتحقق، لأننا «نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ».

وما هي التجارب المتنوعة التي يشير إليها الكتاب؟

إنها الآلام في طريق البر والآلام من أجل المسيح. «إِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ» (1بط3: 14)، «إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ» (1بط4: 14). إنها تجارب من الله مباشرة، وتحت إشرافه وسيطرته، وليست حصادًا لأخطاء زرعناها. إنها جرعات محسوبة يسمح بها الله طبقًا لخطته الرائعة لكل واحد من أولاده، وهو يهمس مُطمئنًا كل مؤمن في حيرته: «مِنْ عِنْدِي هَذَا الأَمْرَ» (1مل12: 24).

لهذا فإننا نتقبل الأمور بهدوء وسلام وبفرح من يده الرحيمة، عالمين أنه من خلال الألم يحقِّق مجده فينا، ويُنجز قصده الصالح بنا، ويُشكِّل في أوانينا، ويطبع صورته فينا.

ويضيف يعقوب وهو يتحدث عن التجارب التي تأتي من الله لامتحان الإيمان قائلاً: «طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ (يا لسعادته وغبطته)، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ» (يع1: 12). وإذ يُفَكِّر المؤمن الذي يجتاز في تجربة في المكافأة المجيدة أمام كرسي المسيح، يتشجع ويفرح.

إن «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ» (مز126: 5). و«عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ» (مز30: 5). وعندما نفهم، ولو جزئيًا، غرض الله من التجارب، وأن له مشروعًا يريد أن يتمجد من خلاله، وأنه قد اختارنا نحن ليشرفنا بأن نشاركه في مشروعه الناجح، ويحقِّق نتائج تمتد للأبدية، حتى لو كان هذا المشروع مُكلفًا؛ فإننا وإن زرعنا بالدموع، سنحصد بالابتهاج.

إن الشعور بتعاطف الرب وحضوره مع المؤمن في محنته ليسنده ويشجعه ويعزيه، سيغمره بالفرح ويرفعه فوق الألم والتجربة. كما أن التغيير الذي يحدث في المؤمن بعد التجربة، وكيف ستفيح منه رائحة عطرة بعد الكسر، وسيصبح مصدر إنعاش وبركة للآخرين، وسيحمل معه تأثيرات إلهية قوية حيثما ذهب، ويعزي الآخرين بالتعزية التي تعزى هو بها من الله، هذا سيملأ قلبه بالفرح المقدس.

ربما ينظر البعض إلى نهاية حياة بولس على أنها نهاية مأساوية، فكيف لهذا البطل أن يموت وهو في السجن وحيدًا بعيدًا عن أحبائه. لقد أفنى حياته في خدمة السَيِّد، ضحى بكل شيء، واحتمل المشقات، فماذا كانت المكافأة؟ لقد قُطعت رأسه في السجن. لكن بولس رأى الأمور بشكل مختلف، وكان راضيًا تمامًا عن سني حياته وما أُنجز فيها، وأن المسيح قد تعظم في حياته، وسيتعظم أيضًا في موته. لهذا وضع التقرير عن حياته قائلاً: «إِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيبًا (والسكيب يتكلم عن الفرح، وكان يُسكب على الذبائح، رائحة سرور للرب)، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ» (2تي4: 6–8). إن الحياة جعلته حبيسًا في الجسد الترابي الوضيع هنا على الأرض، وكان راضيًا أن يبقى فيه لأجل بركة إخوته وخدمتهم. أما الموت الذي يتوقعه الآن فهو المركبة التي تحمله إلى السماء بعيدًا عن كل ما يُعكر أو يُكدر. ويا له من فرح مجيد!



رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
"الفرح المسيحي" هو الفرح في المسيح الذى يختلف عن الفرح الذي يعرفه العالم
ترنيمه بتحبني وقت التجارب{ الفرح المسيحي }
ترنيمه بحر التجارب { الفرح المسيحي }
ترنيمه ان اصابتنى التجارب { الفرح المسيحي }
احمينا من التجارب وابعد عنى التجارب


الساعة الآن 03:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025