لا تهـرب من الله
ظن داود – كما ذكرنا – أنه يستطيع أن يهرب من الرب ولكنه لم يستطع إذ كان الرب يحاصره بكل الحب. نعم لقد اكتشف أن العلاج ليس هو الهروب بل المواجهة.. مواجهة الرب الذي هو قادر أن يغير كل الحياة ويشفي كل الأمراض والجراح.
انظر ماذا يقول سفر الأمثال عن الهروب والتيهان " مثل العصفور التائه من عشه هكذا الرجل التائه من مكانه " ( أم 27 :8)؛ فكما أن هناك خطراً على العصفور إن ترك عشه، والخروف إن ترك الراعي، هكذا هناك خطراً عليك إن هربت من وجه الرب ومحبته، فهذا هو مكانك الطبيعي حيث الأمان الحقيقي. أرجوك لا تبرر نفسك أو تشفق على ذاتك فتهرب، لأن هذا لن يجلب شيئاً سوى التعب والمزيد من التيه. لا تظن أنك ستجد الأمان بعيداً عن الرب ولا تظن أنك ستهرب من مخاوفك لأن هذه المخاوف ستلاحقك دائماً وأبداً إن لم تكتشف حب الرب.. ولا تظن أنه بسبب أنك غير راضٍ عن أوضاعك وظروفك أو تشعر بفراغ عميق، أن هذا مبرر لك لتظل بعيداً منشغلاً في أمور الحياة. أو تسافر بعيداً بحثاً عن عمل أو تحسين أوضاعك دون أن تتقابل مع شخص الرب وحبه. ببساطة، إنك لن تجد الراحة بعيداً عنه. فلا تهرب منه.