أين كان الله وشاول الطرسوسي (بولس) يضطهد الكنيسة، وينكّل بالمؤمنين ويلقي بهم في السّجون، ويوافق على رجمهم ساعياً إلى خراب الكنيسة باسم الله لماذا لم يردع الله شاول، ويحرّك قلبه من اللّحظة الأولى؟ ولماذا انتظر وقتاً محدّداً ليحوّل شاول إلى بولس رسول الأمم؟ أين كان الله واستفانوس يُرجَم حتّى الموت، وشاول حاضر ومساهم في قتله؟
تشبه هذه الأسئلة تساؤلات كثيرة يطرحها المؤمنون وغيرهم نتيجة الاضطهاد العنيف الّتي تتعرّض إليه الكنيسة اليوم. وقد يتخلّى كثيرون عن الله إذا ما أعرضوا عن البحث عن وجهه في هذه الأحداث، واستشفّوا حضوره الإلهيّ، وعاينوا حكمة الله الّتي هي جهالة عند البشر.
بالتّأمّل بالمشهد الإنجيليّ الّذي يروي ما حصل لاستفانوس نتبيّن أمرين. الأوّل معاينة استفانوس لوجه الرّبّ، والثّاني حضور الرّبّ مع استفانوس: "نظر استفانوس إلى السّماء، وهو ممتلئ من الرّوح القدس، فرأى مجد الله ويسوع واقفاً عن يمين الله. فقال: أرى السّماء مفتوحة وابن الإنسان واقفاً عن يمين الله! فصاحوا بأعلى أصواتهم، وسدّوا آذانهم، وهجموا عليه كلّهم دفعة واحدة، فأخرجوه من المدينة ليرجموه. وخلع الشّهود ثيابهم ووضعوها أمانة عند قدمي فتى اسمه شاول. وأخذوا يرجمون استفانوس وهو يدعو، فيقول: أيّها الرّبّ يسوع، تقبّل روحي! وسجد وصاح بأعلى صوته: يا ربّ، لا تحسب عليهم هذه الخطيئة! قال هذا ومات." (أع 60،55:7).
رأى استفانوس مجد الله قبل كلّ شيء، ولئن رآه سجد وصاح بأعلى صوته: "يا ربّ، لا تحسب عليهم هذه الخطيئة". ولو لم يعاين استفانوس وجه الرّبّ لما أمكنه أن يقول ما قاله الرّبّ نفسه على الصّليب: "يا أبتِ، اغفر لهم لأنّهم لا يدرون ماذا يفعلون". وكان الرّبّ مع استفانوس يصلّي لراجميه، ويستجيب ليخلصوا. كان الرّبّ يصلّي مع استفانوس ليهتدي شاول وسواه.