![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قمة المفارقة أن تنتظر شخص وتبني عليه كل أمالك وطموحاتك، ولكن عندما يأتي ترفضه، أو على الأقل تستاء منه. هذا ما فعله اليهود الذين كانوا ينتظروا "رجاء اسرائيل" .. ينتظرونه بكل قلزبهم، لكن في الواقع انتظروه وجهزوا له قائمة بالمهام الذي يجب أن ينفذها . فما هي هذه المهما:- - عليه أن يملك، إنهم ينتظرون ملك عليهم، لقد تعبوا من جبروت الرومان وبطش هيرودس وغطرسة الولاة الذين يعتبرونهم شعب "درجة ثانية" الأمر الذي يتنافي مع كبريائهم العنصري الذي وضعهم لمصاف "شعب الله المختار" ... لذلك أول شيء على الملك الذي سيأتي أن يأتي متجبراً ليملك ويزيح هيمنة كل من ملك عليهم وأزلهم. ..... وجاء المسيح، لنراه في مزود ملتحق بفندق وهو في الغالب ليس مزود للبقر، ولكنه اسطبل لأستراحة الخيل والحمير التي يمتلكها المسافرين ... هذا يتنافي مع انتظاراتهم ... ولذلك فرحت السماء ... وفرح الرعاة البسطاء... وفرح ملوك الشرق الذين رأوه ملكاً دون أن ينتظروا منه شيئا محدداً . ولكن ما أن بدأ المسيح رسالته خاب أمل الكثير ... لأنهم وجدوا أجندته السياسية تختلف كثيراً عن اجندتهم .... لذلك رجعوا يطلبون باراباس ... فذلك المنتظر لا رجاء فيه . - عليه أن يحرر ... فالرومان جاثمون (يبرطعون) في ارض اسرائيل، وهم منتظرون رجاء اسرائيل لكي يحرر الأرض المباركة من هؤلاء ويحولها الى أعظم مملكة في العالم، فابن داود الأعظم من سليمان هو من سيملك. وجاءهم ذاك الذي كانت اجندته السياسية تقول "اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله" صحيح كانت له آراءه السياسية ... إلا أنه لم يكن بذلك الثوري الذي سيقود جيشا ويطرد بيلاطس الوالي من أورشليم ، ويطرد هيرودس من الجليل ... يوحد الجليل بالسامرة بأورشليم ويصنة مملكة اسرائيل الحرة ويعتلي على كرسي داود ابيه ... لم يحدث هذا ... فكيف يكون رجاءهم ... شيء محبط - عليه أن يجلس ... "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ». " (مزمور 110: 1) نبوة انتظروا أن يروها تتحق في كرسي داخل قصر ويرون صورة ابن داود جالس وأمامه الأعداء مكللين بالقيود ينتظرون مصيرهم المحتوم ... ولكن المسيح جاء وطرح سؤال "كيف يدعوه داود ربا وفي نفس الوقت ابنه" ولم يعطي اجابه(مر12: 28-34) ، وبدا الامر أنه لا ينوي أن يجلس ولا ينوي أن يطرح الأعداء. لذلك رفض شيء محبط أن تنتظر شخص وعندما يأتي يتخذ صورة أخرى ... التوقع المسبق هو المشكلة ... فالمسيح ملك، والخطأ الاساسي لليهود هو أنهم ملأوا اجندة مليكهم دون أن ينتظروا أن يعرفوا ماذا يريد أن يفعل هو. هو بالفعل يريد أن يملك، ولكنه في البداية يريد أن يملك على القلوب، قبل الدول، فإذا ملك على القلوب انصلح حال الدول ... جاء الي بيت اسرائيل يقول لهم "توبوا" ولكنهم كانوا متسرعين ... لا يريدون توبه وتصالح مع الله قدر رغبتهم في الخلاص من الرمان ... لذلك رفضوه المسيح بالفعل جاء يريد أن يحرر، بل هو الذي قال "فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً." (يوحنا 8: 36) ولكنه يعرف العبودية الحقيقية ومعناها ... يريد أن يحرر من سلطان ابليس، يريد أن يعالج اساس الداء لا أعراضه، ولكنهم لا يريدون هذا ... لذلك رفضوه المسيح جاء ليجلس على عرش القلوب، "وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضاً وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ" (رؤيا 3: 20-21) مسيطرا على افكار القلب ونياته، يريد أن ينقي القلب، لقد كان داود نقي القلب، وجاء ابن داود يريد نقاء القلب ، ولكنهم يريد كرسيا وعرشا ... لذلك رفضوه. والى الآن ينتظر الناس الرب، ويعطونه أجندتهم ... وبالتالي يحدث الاحباط ... لأن الله لديه اجندته هو ... ويريد أن يفعل ما يريد هو ... هل تنتظر المسيح ...؟ إذا اجعله ملك على حياتك، وسلم قلبك له يحررك من سلطان ابليس، وأخيراً دعه يجلس على عرش قلبك ويهبك النقاء والسلام والطمأنينة ... حينئذ يكون المسيح قد ولد في قلبك .. |