![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ان الكتاب المقدس كُتب بمصطلحات بشرية
بالرغم من الكتاب المقدس يعلن أنه كلمة الله، الا انه في الوقت عينه مكتوب بتعابير أناس بشر. فهو يعلن أنه الطريقة التي يتواصل فيها الله مع البشر من خلال تعابيرهم الخاصة التي يدركونها. فمع أنه يزعم أنه من مصدر إلهي الا انه بكامله من نتاج بشري. أولاً، ان كل سفر من أسفار الكتاب المقدس قام بكتابته شخص ما، فيما مجموعه يفوق الثلاثين كاتباً، نذكر منهم: موسى، يشوع، صموئيل، عزرا، نحميا، داود، سليمان، أشعياء، أرميا، حزقيال، دانيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا، ملاخي، متى، مرقس، لوقا، يوحنا، بولس، يعقوب، بطرس، ويهوذا. ثانياً، ان الكتاب المقدس يظهر في طياته أساليب أدبية متعددة، تترواح ما بين الاسلوب الرثائي الحزين لأرمياء النبي، الى الاسلوب الشعري المجيد لأشعياء. و من قواعد اللغة البسيطة في تركيب الجمل ليوحنا البشير، الى التركيبة المعقدة للغة اليونانية في الرسالة الى العبرانيين. ثالثاً، ان الكتاب المقدس يظهر لنا أيضاً المنظور البشري للامور: فداود يتكلم في المزمور ٢٣ من خلال منظور راعي الغنم؛ و سفر الملوك كُتب من خلال منحى نبوي للأحداث؛ بينما يأخذ سفر الأخبار المنحى الكهنوتي. أما سفر أعمال الرسل فيظهر لنا إهتماماً تاريخياً للاحداث المدونة؛ وتنبع رسالة تيموثاوس الثانية من قلب رعوي محب. ثم نجد أيضاً ان الكتاب كانوا يدوّنون الامور التي كانوا يلاحظونها و يراقبونها عندما تكلموا عن شروق الشمس و غروبها. (يش١: ١٥) رابعاً، يكشف لنا الكتاب المقدس عن نماذج الافكار البشرية و طرق الانسان، بما في ذلك أيضاً المنطق و التحليل البشري (كما في رسالة رومية) و الذاكرة البشرية (١كو١: ١٤-١٦) خامساً، يكشف لنا الكتاب المقدس عن الاحاسيس البشرية، مثل حزن بولس على أنسبائه في الجسد (رو٩: ٢) أو غضبه على الغلاطيين (غل٣: ١) سادساً، يكشف لنا الكتاب المقدس عن الإهتمامات و المصالح البشرية المحددة. و هذا يظهر من خلال اختيارهم للصور الكلامية التي يستخدمونها : فهوشع النبي كان قروياً، أما لوقا فكان طبيباً، ويعقوب أظهر بعض الإهتمامات بالطبيعة. أخيراً، في بعض الاحيان نجد أن الكاتب قد إستخدم مواد مكتوبة كمراجع ينطلق منها لكتابته: فمن الممكن ان يكون لوقا قد إستخدم البعض منها في كتابة انجيله (لو١: ١-٤)؛ و نجد أيضاً ان العهد القديم إستخدم غالباً أسفاراً غير قانونية لينطلق منها (يش١٠: ١٣) ؛ كما قام بولس في أماكن أخرى بإقتباس أقوال شعراء غير مسيحيين و ذلك في ثلاثة أماكن (أع ١٧: ٢٨ ؛ ١كو١٥: ٣٣؛ تي١: ١٢) ؛ ونجد أيضاً أن يهوذا إستخدم البعض من الأسفار غير القانونية (يهوذا٩، ١٤) . لكن بالطبع، مهما كان المرجع الذي يستخدمه الكاتب، فان الحق يأتي من الله بشكل مطلق. في بعض الأحيان يسجّل نقّاد الكتاب المقدس اعتراضاتهم على كونه بشرياً محاولين برهان التالي :١- بما ان الكتاب المقدس هو من نتاج بشري فمن الضروري ان يحتوي على أخطاء. ولأن " الانسان بطبيعته يخطئ "؛ لذلك فان الكتاب المقدس يحتوي على أخطاء. الا ان المغالطة المتضمنة في هذه المعادلة تكمن في الفرضية القائلة "ان الانسان يخطئ دائما". فلو تناولنا دليلا للهاتف متقن بشكل كبير نجد انه لا يحتوي على أخطاء أبدا. فكل انسان بامكانه ان يكتب كتاباً لا يحتوي على أخطاء. و على سبيل المثال يمكننا كتابة كتاب من صفحتين نكتب في الصفحة الأولى : ٢+٢=٤ و في الصفحة الثانية ٢+٣=٥. فاذا كان بامكان البشر ان يكتبوا كتبا خاصة بهم دون الوقوع بخطأ ما، فكم بالحري أولئك الذين كتبوا تحت عناية إلهية خاصة و حفظ الله لهم من الوقوع في الخطأ(كما يزعم كتّاب كلمة الله) . وبالفعل، فكما كان الرب يسوع يتمتع بالطبيعة الالهية و الطبيعة البشرية معا لكن بدون خطية (عب٤: ١٥ ؛ ٢كو٥: ٢١) كذلك أيضاً قان الكتاب المقدس يتمتع بالطبيعتين الالهية والبشرية لكن بدون أية أخطاء (مت٢٢: ٢٩ ؛ يو١٧: ١٧) و السؤال الذي يطرح: كيف يمكن أن ينتج الله كتاباً كاملاً من خلال أناس وأدوات بشرية غير كاملين؟ وجواباً على ذلك نقول ان ذلك ممكن بنفس الطريقة التي يمكن فيها ان نرسم خطاً جالساً بواسطة عود خشبي مُلتوٍ! لقد قال الرب يسوع لتلاميذه:" أَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ ..."(يو١٦: ١٣) ٍ. اذا يمكننا القول ان الكتاب المقدس الذي قام بكتابته عدد من رجال الله تحت ارشاد الروح القدس هو بالحقيقة كلمة الله الفعلية. |
|