منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 05 - 2012, 06:48 PM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

لتكن مشيئتك

لتكن مشيئتك




" ياه ، يا له من قدر ، يا لمشيئتك يا إلهي " قالتها ( منى ) وهي تنظر لولديها مينا ومايكل وهما في حفلة تخرجهما من كلية الهندسة والفرح يغمر كل خلية منهما ، ثم انسابت من عيني ( منى ) دمعة وهي تتذكر زوجها ( مراد ) الذي طالما رغب أن يرى هذا اليوم ، يوم تخرج مايكل ومينا من الكلية وحصولهما على البكالوريوس ، إنه حلم كل أب.
و تنهدت وهي تتذكر الماضي الأليم ، منذ عشرين عاما ، عندما عاد ( مراد ) من عمله و هو يشعر ببعض الآلام في بطنه ، ولكنه حاول أن يتناسى الأمر و هو يقبل ولديه الصغيرين.
يومها شعرت ( منى ) بالقلق الشديد على ( مراد) ولكنه طمأنها قائلا و هو يضحك : إن هذه الآلام بسبب معدته التي تعاني من كثرة الأكل ، أما هي فلم تطمئن بل طلبت منه أن يذهب للطبيب.
و في اليوم التالي ، و تحت إلحاحها الشديد ذهب للطبيب الذي عندما كشف على ( مراد ) ، قال له سنحتاج لبعض الأشعات والفحوصات ، وهنا ابتدأ ( مراد) يقلق ، فقد كانت لهجة الطبيب لا توحي بالخير.
و جاءت نتيجة الفحوصات مفزعة مؤلمة ، ورم خبيث بالكبد ، سرطان......
كم بقى لي من العمر يا دكتور ؟ قالها ( مراد) و هو يبكي بحزن شديد.
قال له الدكتور في تعاطف: الأعمار بيد الله .
قال ( مراد ) في لهجة أشد : كم يا دكتور ؟
قال الطبيب : حوالي سنة.
يومها غادر ( مراد) عيادة الدكتور وهو يترنح ولا يقدر أن يصلب طوله وأحس بظلام الدنيا قدامه ، لم يكن قد أخبر ( منى ) بحقيقة مرضه ، فلم يشأ أن يزعجها ولكنه في حاجة لشخص يريحه من عذابه ، في حاجة أن يفضفض لأحد فذهب لزوجته و قال لها كل شئ ....
بكت ( منى ) ، بكت بشدة و .....
و بعد أن تمالكت نفسها ، مسحت دموعها وقالت له : إذا كان باقي لك من العمر سنة واحدة ، فاحرص على أن تستغلها لتربح عمرك كله .
لم يفهم ( مراد ) ماذا تعني ؟ أما هي فأضافت بحزم رغم دموعها : إنها تجربة من الله لكي نستيقظ من الغفلة التي نحن فيها فقد ألهتنا الحياة بمتاعبها و مشاكلها عن حياتنا الروحية ، عن عمرنا القادم في الفردوس ، فنحن كل ما يشغلنا هو العمل والعمل فقط ، والمال لضمان مستقبل أولادنا ، فأنت يا زوجي العزيز تعمل من الصباح للمساء دون التقاط أنفاسك للسعي وراء المال من أجل مينا و مايكل ، وأنا كذلك لم يكن لي هم سوى الطعام واللبس والفسح والتعليم.....
لنقم من نومنا ونقترب من الله لنربح عمرنا ، الأطباء قالوا : إنه باقي من العمر سنة ، لنحرص على استغلالها.
وكانت هذه هي الكلمات السحرية التي غيرت من حال ( مراد ) ، فقد تاب توبة قويه وأحس بزوال الدنيا بعد ما أدرك أنه لا يبقى له سوى سنة واحدة ، و أنتظم في صلواته و قراءة الكتاب المقدس و حضور القداس كل يوم أحد ، وحاول أن يخدم في الكنيسة بكل قوته ، و أصبح يعطي أكثر من عشور أمواله للكنيسة وتبدل تماما مراد من النقيض للنقيض و مرت السنة سريعا و .......
كل هذه الأفكار دارت في رأس ( منى ) و هي تتذكر أحداث عشرين عام مضت و هي تنظر لـ( مايكل و مينا ) وانسابت دموعها مرة أخرى ، وهي تقول : " آه يا ( مراد ) ، كم تمنيت أن ترى هذا اليوم ، إنها مشيئة الله "
" نعم يا عزيزتي ، كم تمنيت أن أراه و قد سمح لي الرب بأن أراه " قالها ( مراد ) وهو يجلس بجانبها و يتأمل ولديه.
ثم قال لها: إنها إرادة الله أن أعيش كل هذا العمر ، أن أحيا حتى أرى هذا اليوم ، منذ عشرين عاما ظن الطب إن ما بقي لي من العمر سنة واحدة ، يا ليت الطبيب كان على قيد الحياة لكي يراني الآن وأنا حي و بصحة جيدة لأن روحي الملتصقة بالله رفعت هذا الجسد الضعيف و وجود الله في حياتي أعطاني قوة لانهائية أغلب بها المرض والألم واليأس والإحباط ، إنها معونتك يا إلهي لكل من يطلبك .... يطلبك لذاتك لا لعطاياك ، فكيف أستطيع أن أعبر عن شكري لك
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لتكن إرادتك و لتكن مشيئتك يا رب
لتكن مشيئتك
لتكن مشيئتك
لتكن مشيئتك فى حياتنا لتكن أرادتك فى أمورنا
ياأبتاه لتكن لا أرادتى بل لتكن مشيئتك


الساعة الآن 11:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025