أوتوبيسات المعاقين «فرحة» فى الإعلان.. و«شلل» فى التنفيذ

[Mary Naeem]

أوتوبيسات المعاقين «فرحة» فى الإعلان.. و«شلل» فى التنفيذ

الوطن
وقف يتأمل أسطول الأوتوبيسات المصطف على مشارف موقف عبدالمنعم رياض، تململ من الشمس الحارقة وساعات الانتظار الطويلة التى لا تتحملها قدماه العاجزتان عن الوقوف دون عكاز خشبى، الوقت تجاوز العاشرة صباحاً، موعد الحضور اليومى لعمله بإحدى الشركات الخاصة، هداه تفكيره فى نهاية المطاف إلى سؤال رجل المرور عن الحافلات التى أعلنت عنها هيئة النقل العام لذوى الاحتياجات الخاصة، ليأتيه الرد القاطع: «مفيش أوتوبيسات.. فيه تعليمات بوقفها عن السير»، أصاب الرد «محمد سلامة عبدالعظيم» بخيبة الأمل. «سلامة» كغيره من ذوى الاحتياجات الخاصة استبشر خيراً بقرار تخصيص أوتوبيسات لهم، واعتبره أول طريق الصلح بينهم وبين الحكومة التى لم تعرهم اهتماماً يذكر طوال السنوات الماضية «تصورت واهماً أن البلد افتكر الـ10% معاقين اللى محتاجين مواصلات مناسبة»، التكلفة الإجمالية التى أعلنت عنها الحكومة 12 مليون جنيه لتسيير 10 أوتوبيسات للمعاقين قبل الإعلان عن عدم مطابقتها للمواصفات وتوقيف سيرها بالشارع، مما وضع علامة استفهام كبيرة فى ذهنه «ليه اشتريتوها من الأول، بتلعبوا بأحلام المعاقين؟». السؤال المحير أجاب عنه اللواء هشام عطية، رئيس هيئة النقل العام، بتأكيده تشغيل الأوتوبيسات بدءاً من الأسبوع المقبل، مؤكداً أن ما يتردد فى المواقف وبين متحدى الإعاقة عن عدم مطابقتها للمواصفات عارٍ تماماً عن الصحة «إحنا متعاقدين مع شركة وسائل نقل شهيرة، مش أول مرة تعمل أوتوبيسات بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية، لكن الأوتوبيسات دى أول مرة تنزل فى مصر، لأنها حافلات مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة». تصريح إدارة المرور بتقنين الأوتوبيسات المخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة وفقاً لمواصفات عالمية ومقاييس دولية تسبب فى تأخير قرار تسييرها فى الشارع، حسب «عطية»، مضيفاً «تم عرض الأوتوبيسات على هيئة التنمية الصناعية والمرور، واتفقنا على عدم استخراج التراخيص قبل التأكد تماماً من مطابقتها للمواصفات، لأن تكلفتها عالية».