بولاق الدكرور كلها بتدبح عند محمد ابن الـ12 سنة

الوطن
جسده ضئيل، بشرته خمرية، ورائحة الدماء تفوح من ملابسه، من يراه لا يصدق أن الصبى الذى لم يتجاوز 12 سنة هو محمد جمال، أشهر جزار فى منطقة بولاق الدكرور، حيث يتكفل بمفرده بذبح جميع أنواع الأضاحى بداية من الأغنام حتى العجول، فالجزارة هى المهنة التى اختارها الصبى كى يتمكن من مساعدة والده فى تربية شقيقاته الخمس..
على عربة خشبية متهالكة يجرها حصان مستأجر بـ50 جنيهاً فى اليوم الواحد، خرج «محمد» فجراً يبحث عن أضحية تنتظر نحرها بسكينته الحادة، لكن نظرات بعض الأهالى لهيئته تعيق تصديق أن صاحب هذا الجسد الهزيل قادر على ذبح عجل كامل دون أن يتدخل أحد لمساعدته «جسمى صغير، لكن أعصابى شديدة.. والجزارة عصب» العبارة التى برهن بها الجزار الصغير لزبائنه براعته فى مهنة الجزارة التى بدأ بممارستها منذ أن كان فى التاسعة من عمره.. الثقة التى يتحلى بها الجزار الصغير هى عنصر جذب الزبائن إليه، فهو يتمتع بشجاعة لا يعرفها الكثيرون، عندما يواجه عجلاً ثائراً أو خروفاً يأبى الرضوخ أمام ساطور الجزار، فيهوى عليه الصبى ويوثقه صائحاً «حلال الله أكبر» وسط نظرات الدهشة «اتربيت على أنى آكل بعرق جبينى، وفرحتى ما تتوصفش بالعيد وأنا داخل على أمى بالجلد، والفلوس واللحمة».