![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تساؤلات بشأن «الداخلية» نوارة نجم الانتقاد فى سبيل المزايدة، ولا أرى فى المرابطة على شعار «يسقط أى حد نشوفه فى خلقتنا» سلوكا ثوريا، وإنما مراهقة ثورية، ومن غير الممكن أن تظل البلاد أسيرة لكل من له مشكلة مع والده يفرغها فى السلطات. لكننى أيضا لا أستطيع أن أمنع نفسى من الشعور بالمرارة، أو أمنع عقلى من التساؤل بشأن أحداث راح ضحيتها أبرياء لم يقترفوا إثما ولا جرما، ولم يسعوا يوما لنيل سلطة أو منصب، ولم يرغبوا إلا فى حياة كريمة حرة للمواطنين، ولم يكن لهم سند دولى يدعمهم، أو تنظيم يمول تحركه بفحش. الحقيقة أن أداء عناصر الداخلية فى اقتحام كل من دلجا وكرداسة كان أكثر من رائع، ولطالما طالبنا السلطات بتدارك الأمر فى دلجا التى عانى فيها مواطنون من حرق منازلهم ودور عبادتهم وفرض إتاوة مالية عليهم، وهذا ليس بشهادة الضحايا من المواطنين، بل بشهادة المجرمين أنفسهم، الذين برر أحدهم هذه الأفعال الشنيعة بأن المجرمين كانوا «منفعلين»! هذا بخلاف ما رأيناه بأم أعيننا فى كرداسة من قتل وتمثيل بالجثث وتعذيب، وانفراد مجموعة بجزء من الدولة المصرية. كما أننى لا أرى أن التحرك الأمنى حيال المنطقتين كان متأخرا، كما يقول البعض. فلو أن التحرك الأمنى كان سابقا عن التوقيت الذى اقتحمت فيه قوات الأمن دلجا وكرداسة، لوجدت الجماعة فى ذلك مسوغا للادعاء بأن السلطات لم تستنفد كل الحلول السلمية الممكنة لحل المشكلتين، وقد جاء التحرك الأمنى فى موعده تماما، بعد أن فقد الناس والدولة كل أمل فى أى حلول، وكان مطلب المجموعات التى اختطفت دلجا وكرداسة مطلبا مستحيلا، ألا وهو عودة مرسى إلى الحكم! وقد كانت الحلول العرفية فى ما يخص الاعتداءات على المسيحيين تقض مضجعى، وقد يكون ما حدث فى دلجا سابقة حميدة لتدخل الدولة كى تنقذ المواطنين بما يضمن لهم كراماتهم، ولم تترك الأمر للحلول العرفية المهينة والمذلة، كما اعتادت على مدى عقود طويلة. تم اقتحام دلجا بخطة أمنية محكمة، وبما يضمن أن لا تحدث مقاومة مسلحة تؤدى إلى خسائر فى الأرواح، ويبدو أن الخطة لم تكن مجرد الاقتحام فى الصباح المبكر، فأغلب الظن أن قوات الأمن عمدت إلى الاعتماد على عناصر من داخل دلجا لتسهل لها الدخول دون مقاومة دامية، وتم القبض على عدد من المتهمين بإذن نيابة. أما فى كرداسة، فقد قامت بعض العناصر بقتل لواء شرطة، ومع ذلك التزمت قوات الأمن بضبط النفس، وتمكنت من السيطرة على المكان دون إراقة نقطة دم، وبذلك بسطت الدولة سيطرتها على بقعتين كانتا خارج نطاق سيطرتها إلى ما يزيد على شهرين. طيب شكرًا. لكن لدىَّ هنا تساؤلات جمة. إذا كانت «الداخلية» لديها كل هذه المهارات فى اقتحام قرى بأكملها دون إراقة نقطة دم واحدة، فلماذا كان يراق الدم قبل ذلك فى مواجهات تافهة، لا تستحق استخدام كل هذا الكم من الذخيرة الحية والخرطوش؟ شكر الرأى العام، والإعلام المحلى، بل والعالمى، لقوات الأمن مهارتها الفائقة فى اقتحام القريتين. لكننى تفاجأت بالمهارة.. حقيقة. أنا كنت فاكراكوا مهاطيل ما بتعرفوش تعملوا حاجة غير تقتلوا.. طلعتوا مش مهاطيل ولا حاجة، أمّال كنتوا بتتهاطلوا علينا ليه؟ أدى الجميع واجبه فى الشكر، لكن أحدا لم يؤد واجبه فى المحاسبة على ما فات. لماذا يقنص الباشا أعين الناس الواقفين على مقدمة شارع محمد محمود إذا كان قد تعلم أساليب أخرى للسيطرة على ما يسمونه بالشغب كما اكتشفنا مؤخرا مما حدث فى دلجا وكرداسة؟! لماذا كان يستخدم ضباط الشرطة كل هذه الذخيرة فى مواجهة المتظاهرين وفض الاعتصامات، إذا كان لديهم إمكانية التعامل دون قتل أحد؟! ولا يقول أحد إن «الداخلية» اضطرت فى بعض المواضع إلى استخدام الذخيرة بسبب العنف من قِبل المتظاهرين أو المعتصمين، فليس هناك عنف أكبر من قتل مدير أمن فى بداية العملية، ومع ذلك، فقد احتسبت الشرطة شهيدها، وأكملت العملية دون قتل. وما الرسالة التى تصلنى أنا مما حدث؟ الرسالة التى وصلتنى شخصيا أن أصدقائى قُتلوا لأنهم لم ينسقوا مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يخونوا وطنهم، ولم يستقووا بالخارج، مما أدى إلى الاستهتار بحياتهم. وإن ما حدث فى رابعة كان متعمدًا، ولم يكن بسبب استخدام بعض العناصر المعتصمة للسلاح. ما حدث فى دلجا وكرادسة رائع.. لكنه يعنى أن ما حدث قبلهما كان انتقاما وتنكيلا متعمدَيْن ولا مبرر لهما.. ولم يزل من اقترف هذا التنكيل والانتقام لم يحاسب على جرائمه. التحرير |
|