![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحد السامرية
![]() “ألعلَّ هذا هو المسيح؟” يتساءل الإنسان من خلال عيشه مع الله، مستنداً على محبة الله له، ما هو المطلوب منه، أو من البشرية جمعاء، أو من المؤمنين وغير المؤمنين، وأين مصدر الحياة الحقيقي؟، وما هو مصدر السعادة الحقيقي للإنسان؟ وكيف يحقق كل ذلك؟هل سعادة الإنسان موجودة في الحياة المادية وأطعمة الجسد؟ طبعاً لا هل في شفاء كل مرض؟ طبعاً لا هل في اكتشاف العوالم الغامضة وعالم النجوم؟ طبعاً لا … الخ إذا ما هو الجواب؟ طبعا الجواب هو أن يسكن الإله الحقيقي داخل قلوبنا، السيد المسيح الإله الإنسان، مخلص العالم، النور الحقيقي، الحياة والقيامة، نبع الحياة، خبز الحياة النازل من السماء، النور من نور وإله حق من إله حق، ولكن سكنى الإله فينا لا يتم بدون توبة من الإنسان. نرى الجواب عند تلك المرأة الخاطئة التي قابلت يسوعَ بدموع وطيوب جزيلة الثمن وأخذت تمسح رجليه بشعرها فاستحقت المسامحة والصفح، مقدمة له توبة حقيقية، سامعةً من فمه قائلاً: “من أجل ذلك أقول لك: قد غفرت خطاياها الكثيرة ، لأنها أحبت كثيرا” (لو47:7). نرى الجواب على الصليب من ذاك اللص القاتل المجرم الذي أدرك أولاً مدى قذارة الأعمال التي عملها وثانياً آمن بألوهة السيد المسيح وثالثاً طلب من كل قلبه رحمة الله فعبر أولاً بوابة الخلاص إلى الفردوس. الساكن الأول للفردوس كان لصاً ومجرماً، وهذا ليس سوى رحمةً من الله، إذاً كل شيء يرتكز على التوبة والإيمان، على التوبة والتواضع، على التوبة والمحبة وثمارها الصالحة. مثال آخر هو ما حدث في مثل هذا اليوم، أحد السامرية، حيث قابلت المرأة السامرية السيدَ عند بئر يعقوب في مدينة سوخار، وهي مدينة صغيرة للسامريين، كانت السامرية امرأة خاطئة لها خمسة رجال في الماضي، كشف لها السيد أنه المسيح ومخلص العالم: “أنا المتكلم معك هو” فأكد لها ولكل العالم أنه السيد حقيقة، عندها فتح معها موضوعاً لاهوتياً غير موجود في أي مكان من الكتاب المقدس، فتحدث الله السيد عن الله: “الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا”، عّرف لها ذاته بأنه: “ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية”، أعجوبة الإيمان والكشف الإلهي تمّ. بالكشف الإلهي استنارت نفس المرأة السامرية الخاطئة وعلى هذه الاستنارة يرتكز الإيمان وتتقوى التوبة فتحدث تغييراً شاملاً في حياة الإنسان. بعد فترة وفي وقت عمل الرسل ونشرهم للكلمة الإلهية كانت المرأة السامريةُ من أوائل النساء اللواتي نلنَ سر المعمودية المقدسة وسميت فوتيني، أي المستنيرة، لم تحتفظ بالاسم لنفسها بل عملت على استنارت الآخرين، فعندما آمنت بالمسيح أنه المخلص أسرعت إلى مدينة سوخار وقالت لهم: ” هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت” وحاولت أن تشدّ انتباههم قائلة: ” ألعل هذا هو المسيح؟”. هكذا بدأت أولى عظاتها، وعندما اعتمدت، على اسم الثالوث، كبر إيمانها وصار ملتهباً، بعد سنة 40 م بدأت بعملها البشاري، بشكل رئيسي بين النساء، بادئة عملها في كل فلسطين ممتدة في نشر الكلمة الإلهية إلى كل أرجاء الإمبراطورية الرومانية حتى وصلت إلى أفريقيا وعبرت بلاد ما بين النهرين وكبادوكيا وغلاطية وأسيا الصغرى واليونان حتى وصلت إلى روما مقدمة لهم الماء الإلهي الحي لتعليم المسيح الإنجيلي لكل النفوس العطشى. جهزّت كل مكان مرت به قلوب عابدي الأصنام، الممتلئة ظلمة، لتعليم الرسل وبشارتهم وإنارتها بنور المسيح، عملت حوالي 25 سنة في البشارة حتى وصلت إلى بيت نيرون وحولت ابنة الإمبراطور ذومنينا إلى المسيحية بنعمة الله، والكثير من عبيدها، وهكذا قربت ساعة شهادتها. قبض عليها وعلى أولادها وأخواتها واستحقت الكرامة الكبيرة بأن تموت لأجل المسيح، لذلك في الكنيسة نسميها ليس فقط العظيمة في الشهيدات بل والرسولة، نعيد لها مرتين في السنة، الأولى في الأحد الخامس من بعد القيامة، أي اليوم، والثانية في 26 شباط. حاجة الإنسان اليوم يا إخوة، لكل إنسان، وفي كل عصر ووقت، إلى المسيح السيد المتجسد مخلص العالم وإنجيله المليء بــ: كشوفات للثالوث القدوس، تجسد الإقنوم الثاني للثالوث القدوس بشخص يسوع المسيح كإله وإنسان كامل، كشوفات لتعليمه وعجائبه، صلبه وقيامته من بين الأموات وصعوده للسموات، وكل شيء مطلوب للخلاص من إيمان وتوبة ومعمودية والميرون المقدس والمناولة المقدسة وأعمال توبة وإيمان كلها نجدها في الكتاب المقدس. نؤكد أن السامرية، فوتيني، آمنت بكل ما رأت وسمعت وعملت به بتعب وتضحية كبيرة حتى وصلت إلى الشهادة. عالمنا اليوم بقدر حاجته للبشارة فهو بحاجة لتعليم الإنجيل، وهذا الأمر لا يقع على عاتق رجال الدين بكل فئاتهم بل على الأهل فهذا واجبهم، وتملّصهم من هذا الأمر بحجة أن هذا العمل يخص الكنيسة هو أمر معيب جداً ويضرّ بالأولاد وبالأهل معاً. يجب أن يكون هناك تعاون مستمر بين الأهل والكنيسة، لا لنطبق رأي الأهل الشخصي في التربية المسيحية بل لنطبق وصايا المسيح وحياة الإنجيل، فلماذا يبقى عملنا غير كامل وينقصه الكثير، كنيسة وأسرةً، فهناك شيء ما ينقصنا، لذلك سأسأل: أين التواضع؟، أين التوبة الحقيقية؟، أين طهارة القلب؟، أين الصوم، السهر، النسك والصلاة؟، أين الصبر؟، أين الإيمان الحي والمحبة حتى نحو الأعداء؟، أين الحس بالخطيئة؟، أين الأعمال الصالحة، الأخلاق الحسنة، خوف الله؟، أين المثال الذي نقدمه في القداسة؟، هذه القداسة ستوصلنا إلى الخلاص بنعمة الروح القدس، الذي به فقط ستحدث البشارة الحقيقة لإنارة النفوس. عندما رأى السيد التوبة الحقيقية للسامرية وإيمانها الحي ومحبتها المتقدة أهّلها لتكون مبشرة حتى في الأماكن البعيدة من العالم وبالنهاية نالت الشهادة. نعود لسؤالنا ما هو الذي ينقصنا؟ ينقصنا أن يسكن المسيح في قلوبنا، أن نسعى كي نحتويه في داخلنا فيكون لنا سبباً للخلاص والحياة والنور والقيامة لأنه الطريق والحق والماء الحي لأنه هو كل شيء. إذا المطلوب أن يكون المسيح ساكناً في قلوبنا ولكن ما هي الشروط لتحقيق ذلك؟ قلناها ونعيدها، هذه الشروط هي التوبة الحقيقة والإيمان الحي والمحبة المتقدة والتواضع، فلنصلٌّ إلى السيد أن يهبنا إياها ولنجاهد لنستحقها وعندها سيأتي السيد وسيسكن في قلوبنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بئر السامرية حيث التقى المسيح مع المرأة السامرية |
لقاء السامرية ( وسيلة ايضاح لدرس السامرية ) |
أحد السامرية (السامرية تجد مرعى) |
السامرية |
أحد السامرية |