شاب «المدرعة»: نظام مبارك لم يسقط
الشاب الذى وقف أمام المدرعة ولم يظهر إعلامياً إلا مرة واحدة
محاولات مضنية دون جدوى للكشف عن هويته، رغم مرور عامين على الثورة، لكنه ما زال مقتنعاً بأن دماء أحمد بسيونى ومصطفى رجب ومينا دانيال، وعيون أحمد حرارة ورضا عبدالعزيز، أغلى من بريق أى أضواء إعلامية. «شاب المدرعة» هو الاسم الحركى الذى عُرف به، من الواقعة التى حققت نسبة المشاهدة الأعلى بين فيديوهات ثورة 25 يناير، وتخطّت 5 ملايين مشاهد، حيث يتصدى شاب لمدرعة الشرطة فى شارع قصر العينى، ظهر الثلاثاء 25 يناير، قبل أن يختفى فى لمح البصر عن المشهد، ليظهر من جديد فى كتاب، مع مطلع 2012 يحمل اسم «أهلاً بالمدرعة» للمدون الصحفى مصطفى فتحى، الذى نجح فى الوصول إلى بطل الفيديو، ليحكى تفاصيل وكواليس الواقعة:
«ليس من عادتى أن أشاهد الأفلام فى الصباح، لكن هذه المرة تحديداً قررت مشاهدة فيلمى المفضل (v For Vendtta)، وكنت أتساءل: كيف سمحت الرقابة المصرية بدخول هذا الفيلم إلى مصر؟ ارتديتُ ملابسى واستعددت لمغادرة المنزل، فصفحة (كلنا خالد سعيد) على موقع (فيس بوك) أعلنت عن مواقع تجمعات لانطلاق التظاهرات المتجهة صوب ميدان التحرير تحت شعار (ضد الفقر وضد الجوع)، النقطة الأقرب إلى التجمعات، بالنسبة لشاب يسكن فى مدينة نصر، كانت ميدان المطرية، لكن حينما وصلت فى الموعد المحدد، الواحدة ظهراً، لم أجد أى ملامح لتجمعات جماهيرية، فقرّرتُ التوجه رأساً إلى ميدان التحرير. طوال الطريق إلى التحرير داعبتنى أحلام الحصول على وجه جديد لرئيس، بدلاً من مبارك، كانت أمنيتى فى تلك اللحظة أن أحتفل بعيد ميلادى السنة المقبلة من دون مبارك، فدراستى فى كلية الهندسة جعلتنى أهتم بالتفاصيل، والحقيقة أنا ماكنتش رايح أقف قدّام المدرعة، كنت رايح كى لا تُكمل طريقها وسط المتظاهرين». وعن سر إصراره على عدم الظهور إعلامياً والكشف عن هويته بشكل كامل يقول: «مرة وحيدة كشفت فيها عن هويتى عندما نشرت جريدة (الأهرام) موضوعاً ظهر فيه شخص انتحل شخصيتى، فقررت وقتها الذهاب إلى الجريدة والكشف عن هويتى، والسبب فى ذلك أننى لست البطل الذى وقف فى وجه مدرعة النظام، البطل الحقيقى هو الشعب». ويختتم شاب المدرعة، متحدثاً عن الذكرى الثانية للثورة: بعد عامين من التهليل بإسقاط النظام علينا أن نعترف بأن النظام لم يسقط بعد، نظام لم يحاسب قتلة الشهداء، ويواصل مسلسل التعذيب فى الأقسام، نظام وضع شعار «عيش حرية عدالة اجتماعية» تحت الأقدام، الثورة ملك الشعب وعليه أن يحميها.
الوطن