|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
10 - 01 - 2013, 10:49 AM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
فاطمة ناعوت رسالة إلى من يجهلون هويّتهم ويخلطون بينها وبين العقيدة  والحق أن لا علاقة ولا رابطَ مطلقًا بين المفردتين، لا من قريب ولا من بعيد. الأولى (عِرق) أي هُوية، والثانية (عقيدة) أي معتقد ديني. كلمة (قبطيّ) هذه تشبه كلمات: ألمانيّ- تونسيّ- -فارسيّ- إنجليزيّ- فرنسيّ- مغربيّ- أمازيغي- صومالي- باكستاني- قحطاني- موريتاني- هندي حمر، الخ. والقبطية هي "الهوية" المصرية. ومن كلمة (قَبَط ) اشتقت كلمةُ (Egypt ) أي مصر. وبهذا المعنى فإننا جميعا أقباطٌ بحكم الميلاد والهوية والعِرق والجنسية. أي أن هناك تقريبا تسعين مليون قبطي في العالم، فيهم مسلمون وفيهم مسيحيون وفيهم بهائيون وفيهم غير ذلك، جميعهم يكوّنون شعب مصر العظيم. وعلى هذا، فحين أقول: (مصرُ قبطيةٌ)، فإنما أنا أُقرّ حقيقةً تاريخية وجغرافية بسيطة يعرفها كلُّ طفل يجيد القراءة والكتابة. ولديه بعضُ الوعي. لذلك يصيبني الاندهاشُ بقدر ما يصيبني الغمُّ والقنوط، حين (يتنطّع) ثرثارٌ لجوجٌ، يرفضُ أن يفهم، ويحاول "تجهيل" الناس معه، ممن يدورون في طرقات وحواري الإنترنت يصرخون بجهل وغباء وانعدام عقل: [الحقوا الحقوا فاطمة ناعوت بتقول إن مصر قبطية، أعوذ الله، أعوذ بالله، عليها من الله ما تستحق!] فيرد عليه متنطعٌ جهولٌ آخر: [خسئتْ ابنة ناعوت، عليها من الله ما تستحق! فمصرُ إسلاميةٌ بإذن الله، وقل موتوا بغيظكم!] ما هذا الجهل المبين؟! ثم ما هذه المفاخرة بالجهل المبين؟! ثم ما هذا التبجُّح بالمفاخرة بالجهل المبين؟! هل أموت بغيظي لأنني أقرُّ حقيقة تاريخية ثابتة يعرفها كل العالم إلا نفرٌ جاهل من الناس؟ هل تُكفّرني لأنني أقول إن الماء سائلٌ، والثلجُ صلبٌ، والبخارُ حالةٌ غازية؟ تلك حقائقُ فيزيائية بسيطة يعرفها الجميع، فلماذا تستنكر عليَّ قولَ حقيقة جغرافية أنثروبولوجية تاريخية بسيطة؟! ماشي يا سيدي، أنا سأموتُ بغيظي! لكنه الغيظُ من جهلك المقيم، ومن عدم رغبتك في فهم ما يفهمه الأطفال! ما علاقة الهوية بالعقيدة؟ الإجابة: لا شيء على الإطلاق. هذه نقرة وتلك نقرة. العلاقة بين العقيدة والهوية تشبه سؤال: القطار أسرع واللا النخلة أطول؟ تشبه العلاقة بين لون البشرة وسرعة الركض! تشبه العلاقة بين اسمك ودرجة ذكائك! أو بين لون عينيك ودرجة حبك للبامية والفاصوليا! هل من علاقة بين كل ما سبق؟ بالتأكيد لا، وكذلك لا علاقة بكل تأكيد بين الهوية وبين العقيدة يا رحمك الله! فكل دولة بوسعها أن تختار الدين الذي يناسبها، ولكن هويتها ثابتة لأنه حكمٌ جغرافيّ أنثروبولوجي تاريخيّ محكوم بموقعها من العالم وبالسلالات البشرية التي تعيش فوق أرضها. إيران مثلا فارسيةٌ ومسلمة- ماليزيا ماليزيةٌ ومسلمة- تركيا تركيّةٌ ومسلمة- أفغانستان أفغانيةٌ ومسلمة- فكيف لا تعرفون، بل تستنكرون وتتنططون وتلعنون وترغون وتزبدون حين تعلمون: أن مصرَ قبطيةٌ ومسلمة؟! أعلم أننا شعبٌ مثقف في مجمله وما ذكرتُه هنا ليس إلا معلوماتٍ بسيطةً معلومةً للجميع. ولم تعد محطَّ سؤال إلا عند من "يُصرّون" على الجهل، من أجل استخدام جهلهم أداةً للسبّ والقذف والتطاول وقلة الأدب. فهل مازال هناك من يخلط بين (الهوية أي العِرق) وبين (العقيدة أي الدينية)؟ أرجو أن يتعلم أولئك السابون الشتامون البذيئون ما كانوا يجهلون. ثم يتكرمون بالكفّ عن السباب الذي يكشف جهلهم. لأن الجاهل وحده هو الذي يقاوم "المعلومة"، حتى وإن جاءته على طبق من فضة. فاطمة ناعوت 6 يناير 2012 
|
|
العرض الشجري