![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مِثالُ القَداسَةِ لَنا صارَ الكَلِمَةُ بَشَراً لِيَكونَ لَنا مِثالاً فِي القَداسَةِ. "الكَلِمَةُ" الَّذي كانَ عِندَ اللهِ، حَلَّ بَينَ البَشَرِ لِيُعَلِّمَنا كَيفَ يُفَكِّرُ اللهُ، وَبِالتّالِي كَيفَ يَنبَغِي عَلَينا أَن نُفَكِّرَ نَحنُ. جاءَ بَينَنا لِيَكونَ قُدوَةً فِيما يَنبَغِي أَن نَصِيرَ عَلَيهِ. فَهُوَ يُرِينَا كَيفَ نَحيَا بِطَريقَةٍ تُرضِي اللهَ: "فَقَد ظَهَرَت نِعمَةُ اللهِ، يَنبوعُ الخَلاصِ لِجَميعِ النَّاسِ، وَهِيَ تُعَلِّمُنا أَن نَنبِذَ الكُفْرَ وَشَهَواتِ الدُّنيا لِنَعيشَ فِي هَذا الدَّهْرِ بِرَزانَةٍ وَعَدلٍ وَتَقْوَى" (طِيطُس 2: 11-12). يَسُوعُ يُعطِي القُوَّةَ لِكُلِّ مَن يُؤمِنُ بِهِ لِيَسِيرَ عَلَى خُطاهُ، كَما قالَ الكِتابُ المُقَدَّسُ: "تَرَكَ لَكُم مِثالاً لِتَقتَفُوا آثارَهُ" (1 بُطرُس 2: 21). المَجمَعُ الفاتِيكَانِيُّ الثَّانِي يَقولُ فِي هَذا الصَّدَدِ: "بِتَجَسُّدِهِ اتَّحَدَ ابنُ اللهِ نَوعاً ما بِكُلِّ إِنسانٍ. لَقَدِ اشتَغَلَ بِيَدِ إِنسانٍ، وَفَكَّرَ كَما يُفَكِّرُ الإِنسانُ، وَعَمِلَ بِإِرادَةِ إِنسانٍ، وَأَحَبَّ بِقَلبِ إِنسانٍ. لَقَد وُلِدَ مِنَ العَذْراءِ مَريَمَ، وَصارَ حَقّاً واحِداً مِنَّا، شَبِيهاً بِنا فِي كُلِّ شَيءٍ ما عَدا الخَطِيئَةَ" (دُستورٌ راعَوِيٌّ حَولَ الكَنِيسَةِ، بَند 22، 2). يَسُوعُ يَطلُبُ مِنَّا أَن نَحمِلَ نِيرَهُ وَنَتَعلَّمَ مِنهُ، قائِلاً: "احمِلُوا نِيري وَتَتَلمَذُوا لِي فَإِنِّي وَدِيعٌ مُتَواضِعُ القَلبِ" (مَتَّى 11: 29). وَقالَ أَيضاً: "أَنا الطَّريقُ وَالحَقُّ وَالحَياةُ. لا يَمضِي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلَّا بِي" (يُوحَنَّا 14: 6). بِصِفَتِهِ الابنَ الأَزلِيَّ يَسُوعُ هُوَ التَّعبِيرُ التَّامُّ عَنِ الآبِ: "هُوَ صُورَةُ اللهِ الَّذي لا يُرى" (قُولُسِّي 1: 15). "هُوَ شُعاعُ مَجدِهِ وَصُورَةُ جَوهَرِهِ" (عِبرانيِّين 1: 3). لِأَنَّهُ ابنُ اللهِ قَبلَ أَن يَكونَ ابنَ الإِنسانِ، فَهُوَ الحَياةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِنُ بِهِ وَيَتبَعُهُ، وَهُوَ النُّورُ لِكُلِّ مَن يَعتَنِقُ طَرِيقَهُ وَيَهتَدِي بِهِ. كِتابُ التَّعلِيمِ المَسِيحِيِّ لِلكَنِيسَةِ الكاثُولِيكِيَّةِ يُؤَكِّدُ: "الإِيمانُ بِالتَّجَسُّدِ الحَقِيقِيِّ لِابنِ اللهِ هُوَ العَلامَةُ المُميَّزَةُ لِلإِيمانِ المَسِيحِيِّ" (بَند 463). وَكَما أَعلَنَ يُوحَنَّا الرَّسُولُ: "وَما تَعرِفُونَ بِهِ رُوحَ اللهِ هُوَ أَنَّ كُلَّ رُوحٍ يَشهَدُ لِيَسُوعَ المَسِيحِ الَّذي جاءَ فِي الجَسَدِ كانَ مِنَ اللهِ" (1 يُوحَنَّا 4: 2). يَسُوعُ هُوَ المِثالُ الَّذي يَجِبُ أَن نَقتَدِيَ بِهِ فِي حَياتِنا اليَومِيَّةِ. بِاتِّباعِهِ وَالتَّعلُّمِ مِنهُ نَصِيرُ أَبناءَ اللهِ، وَنُحَقِّقُ القَداسَةَ الَّتِي دُعِينا إِلَيها. يدعونا إنجيلُ يوحنّا إلى التأمُّلِ في عَظَمةِ محبَّةِ اللهِ التي تجلَّت في تجسُّدِ الكلمةِ. نحنُ مَدعوُّونَ لقبولِ هذا الحُبِّ، لنعيشَ في النُّورِ الذي أتى به المسيحُ، ونستجيبَ لنعمةِ اللهِ التي تُخلِّصُنا. |
|