"ولأنه لم يكن محتاجًا أن يشهد أحد عن الإنسان، لأنه علم ما كان في الإنسان". [25]
* إن الخاصية العارفة له في قلوب الناس هي خاصية الإله الذي أبدع قلوبهم، لأن سليمان الحكيم قال في صلاته للرب: "فاسمع أنت من السماء مكان سكناك واغفر واعمل وأعطِ كل إنسان حسب كل طرقه كما تعرف قلبه، لأنك أنت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر" (1 مل 8: 39)، لذلك لم يكن المسيح محتاجًا إلى شهود حتى يعرف نية خلائقه، لكنه عرف خفاياهم كلها.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يمكن فهم العبارة: "لأنه علم ما كان في الإنسان" [25] بخصوص القوات الشريرة والصالحة التي تعمل في البشر، فإن أعطى إنسان مكانًا لإبليس (أف 4: 27) يدخل الشيطان فيه، كما أعطى يهوذا للشيطان موضعًا في قلبه لكي يخون يسوع... وإن أعطى الشخص موضعًا لله يصير مطوّبًا. إذ "طوبى لمن كان عونه من الله، والمصاعد في قلبه من الله" (راجع مز 84: 5). ابن الله العارف بكل الأشياء، يعرف ما كان في الإنسان