![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
الرجل الذي شرب الفيل الأزرق في مساء 13 أكتوبر 2016، كانت البلدة الهادئة هافمون في نيويورك تعيش ليلة عادية… إلى أن ظهر مايكل أورشارد وهو في حالة لا يصدقها عقل. كان مايكل يقود سيارته بجـنون، اندفع مباشرة نحو سياج الجيران واقتـحمه تمامًا كأن حاجزًا من الورق. ثم ترجّل من سيارته وكأن لديه مهمة مصيرية. اتجه بخطوات متسارعة نحو المنزل، ضرب الباب الزجاجي المنزلق بكل قوته حتى تحـطم إلى شظايا متناثرة، ودخل يصرخ طالبًا النجدة. لم يكن يتصرف بدافع العـنف… بل بدافع البطولة كما كان يتخيّل. مايكل كان مقتنعًا أنه يرى ألسنة لهب ترتفع من البيت، دخانًا يتصاعد من الجدران، وصوت كلب يستغيث من الداخل. في ذهنه، كان يعيش كارثة حقيقية… مأساة تحتاج إلى بطل وإنقاذ سريع. وبقلب مليء بالإصرار، أمسك بالكلب ونقله خارج المنزل، واقفًا به في الحديقة وكأنه انتشله من جمر النار. لكن هنا تأتي الصدمة… لم يكن هناك أي حريق. عندما وصلت الشرطة، لم يجدوا دخانًا ولا نارًا… ولا أي أثر لخطـر. وجدوا فقط مايكل، واقفًا خارج بيت لا يحترق، ممسكًا بكلب لا يحتاج إلى إنقاذ. الشرطة لم تستغرق وقتًا طويلاً لتفهم ما حدث: مايكل كان تحت تأثير lsd (الذي نطلق عليه الفيل الأزرق) المخلوط بـ شراب السعال، مزيجٌ كفيل بأن يخلق عالمًا كاملًا من الهلوسات… عالمًا فيه حريق متخيّل وصرخات وهمية ومهمة بطولية لم تحدث إلا داخل عقله. وهكذا تحولت بطولة مزيفة إلى قضية جنائية: اقتـحام، وتدمير ممتلكات، وانتـهاك خصوصية… رغم أن نيّته ـ في رأسه فقط ـ كانت النجاة والإنقاذ. إنها قصة غريبة، كوميدية من بعيد، لكنها خطـيرة جدًا من قريب. قصة تريك كيف يمكن لعقل الإنسان ـ تحت تأثير المخدرات ـ أن يصنع كارثة كاملة من العدم. |
|