![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
كان إيليا إنسان تحت الآلام مثلنا وفعلًا خشى إيزابل التي توعدته بالذبح، فهرب إلى أرض مصر، وإن كان البعض يعتبر الهروب نوعًا من الجبن، ولكن الهروب من الشر هو في الحقيقة عين الحكمة، فهروب إيليا حفظ حياته وأيضًا أشعره بضعفاته بعد تحقُّق انتصارات روحية عظيمة إذ أحدر نارًا من السماء لتأكل الذبيحة وذبح أنبياء البعل، وعادت السماء تعطي مطرًا على الأرض، والسيد المسيح ذاته هرب من وجه هيرودس إلى أرض مصر، ولذلك لا يجب علينا أن ندين نبيًا عظيمًا في قامة إيليا النبي، لأن حياة الإنسان لا يمكن أن تُقيَّم بموقف واحد، لأن لكل جوَّاد كبوة ولكل عالِم هفوة، فلا يصح أن نغض البصر عن شجاعة إيليا وزهده وتقشفه وعفافه وطهارته ومحبته وإخلاصه لإلهه، وتكريسه الكلي لله، وإحساسه أنه في حضرة الله دائمًا يقف، ثم ندينه على تصرف واحد تعرض فيه إيمانه للضعف، ويليق بنا هنا أن نتذكر قول السيد المسيح: "كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ" (مت 7: 4-5). |
![]() |
|