![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
القدر قرر أن يختبر صبره إلى أقصى الحدود في أحد أكثر القصص الحقيقية غرابةً ومأساويةً في التاريخ القضائي الأمريكي، عاش رجل يُدعى ريتشارد جونز مأساةً لا يمكن للعقل أن يتصورها، فقط لأن ملامح وجهه تشبه وجه شخص آخر. في عام 1999، كانت حياة ريتشارد تسير بشكل طبيعي في ولاية كانساس، قبل أن تنقلب رأسًا على عقب. فجأة، تم اعتـقاله بتهـ*مة السرقة تحت تهديد السلاح. لم يكن هناك بصمات، ولا حمض نووي، ولا أدلة مادية من أي نوع. كل ما كان ضدّه، هو شهادة بعض الشهود الذين قالوا بثقة: “إنه هو، رأيناه بأعيننا.” رغم ضعف الأدلة، حُكم عليه بالسجن، وكأن القدر قرر أن يختبر صبره إلى أقصى الحدود. قضى سبعة عشر عامًا كاملة خلف القضبان، يُعاني ظلمًا لا يُطاق. رأى أبناءه يكبرون وهو بعيد، وفقد شبابه، وحياته، وكرامته، وكل ما بناه ذات يوم. كان ينام كل ليلة في زنزانته وهو يتمتم: “أنا بريء... لكن من سيصدقني؟” ثم حدثت المفاجأة التي بدت وكأنها مأخوذة من فيلم سينمائي: أثناء إعادة التحقيق في قضيته، اكتشف محاموه رجلاً آخر يُشبهه إلى حد التطابق — نفس لون البشرة، نفس الملامح، حتى نفس المنطقة التي يسكنان فيها! والأدهى من ذلك... أن اسمه كان مشابهًا لاسمه، وكان بالفعل هو المجرم الحقيقي. عندما عرضت المحكمة صور الرجلين جنبًا إلى جنب، أصـيب الجميع بالذهول. الشهود الذين كانوا السبب في سجنه، لم يستطيعوا هذه المرة أن يميزوا بينهما! حينها فقط، اعترفت المحكمة بالخطأ الفادح، وأمرت بإطلاق سراح ريتشارد بعد أن ضاعت سبعة عشر عامًا من عمره في السجن ظلمًا. نال لاحقًا تعويضًا قدره 1.1 مليون دولار، لكن كما قال هو بنفسه: “يمكن للمال أن يعيد لي الحرية... لكنه لن يعيد لي شبابي، ولا سنواتي المسروقة، ولا ضحكات أطفالي التي لم أرها تنمو.” قصة ريتشارد جونز ليست مجرد حادثة غريبة، بل عبرة تهزّ الضمير الإنساني — تذكّرنا أن الذاكرة البشرية يمكن أن تخون، وأن العدالة مهما كانت عظيمة، تظل معرضة للخطأ حين تستند إلى العيون لا إلى الأدلة. سبحان من لا يظلم أحدًا، وعدله لا يُخطئ، في حين قد يخطئ البشر في أبسط التفاصيل… حتى في ملامح الوجه. |
|