إن كان السيد المسيح هو مركز هذا السفر، فقد أكّد الإنجيلي أنه هو كلمة اللَّه الأزلي. جاء إلينا يُعلن لنا عن ذاته ليُمارس العمل المسياني لحسابنا، مقدمًا لنا الخلاص (يو 47:12)، واهبًا إيّانا الحياة (يو 10:10)، بكونه من فوق وفوق الكل (يو 3:3). لكن الإنجيلي أكّد دور الآب حتى لا نسقط فيما سقط فيه الغنوسيون، فالابن الواحد مع أبيه بكونه كلمته وابنه في نفس الوقت قد أرسله الآب (يو 36:5؛ 57:6؛ 42:11؛ 21:20). جاء يُعلن كلماته (يو 34:3؛ 29:6؛ 3:17)، ويمارس أعماله (يو 36:10). من يراه يرى الآب، ومن يؤمن به ينظر الآب (يو 23:5 الخ؛ 44:12؛ إلخ.، 9:14).
إن كان هذا السفر هو إنجيل المسيّا كلمة اللَّه المخلص، فهو واحد مع أبيه يتمم إرادة الآب التي هي واحدة مع إرادته. هذا ما سنلاحظه بأكثر توسع خلال دراستنا للسفر.
* يوحنا مثل نسر يحلق عاليًا ويبلغ إلى الآب نفسه ويقول: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند اللَّه، وكان الكلمة اللَّه" [1]... شرح الكاتب البتول أسرارًا لم يستطع المتزوجون أن يقوموا بها.