يجد المؤمن في الإنجيل بحسب القديس يوحنا متعة خاصة، فهو ذروة الوحيّ الإنجيلي، أسلوبه إعجازي مطلق بكونه السهل الممتنع، مادته هو "المسيح" نفسه بكونه "كلمة اللَّه" الذي يرفع النفس لتكتشف الأسرار الإلهية فيه كما بدون وسيط.
عاش القديس يوحنا هذا الإنجيل أكثر من نصف قرنٍ بعد صعود السيد المسيح يتأمله بالروح القدس الذي وعد به السيد: "لأنه ماكث معكم ويكون فيكم... يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو 17:14، 26)، "يرشدكم إلى جميع الحق" (13:16). تحولت خبرته الشخصية مع السيد المسيح أثناء وجوده على الأرض، ودالته لديه إلى انطلاقة بالروح القدس لتهيم نفسه في السماوات، تنعم بالسيد المسيح محبوبها الممجد. لذا كتب بالروح هذا السفر ليرفع كل نفس إلى ذات الخبرة.