تفسير وتأمل | لا تغر من الأشرار ( مزمور ٣٧ : ١ )

[Ramez5]

لا تغر من الأشرار ولا تحسد عمال الإثم
مزمور ٣٧ : ١

لا تغر من الاشرار ..
ما أكثر الذين يغارون من الأشرار ويقتدون بهم ويتمنون أن يكونوا مثلهم بل نجدهم يحسبونهم في سعادة وصفاء بينما هم في تعاسة وشقاء. كذلك علينا أن لا نحسدهم مهما بلغوا من حالة البحبوحة والرخاء ذلك أنهم هم كذلك حسب الظاهر لا في الحقيقة والعاقل من نظر للحقائق وابتعد عن الظواهر.
ربما عندما نقع فى ضيقة او عندما نواجة الحياة بصعوبتة بدل ما ننظر لله الذى الذى يستطيع ان يسدد كل اعوازنا حسب غناة فى المجد......الخ الشيطان يضع عيوننا على الاشرار لانهم يملكون كل شى اراضى وارصدة فى البنوك وسيارات اولاد ...الخ نبدا نعاتب الرب انت فينك يارب فلان يملك ويملك وانا مش لاقى اعمل اى شى لاولادى ومرتبى يا دوب مكفى بالعافية ونيدا نتذمر على الرب وننسى ان هولاء الاشرار فى لحظة يكونوا كالقش التى تذريها الريح او يفنوا كالدخان.....الخ
فى تاملنا اليوم لا تغر من الأشرار، ولا تحسد عمال الإثم
هاتان هما أول نصيحتان ينصح بهما داود أولاد الله؛ لكي يثبتوا في الإيمان المستقيم، وهما أول النصائح الثمانى التي يوردها في هذه الفقرة. فينصح الأبرار ألا ينبهروا بالنجاح المؤقت للأشرار، ولا يسقطوا في الغيرة والحسد.
إن الغيرة والحسد خطيتان ينبهنا داود النبي ألا نسقط فيهما، سواء من نحو الأشرار، أو من جهة أي إنسان؛ لأنهما يظهران عدم اكتفائنا وشبعنا بالله، وكذلك عدم محبتنا للآخرين الذين نحسدهم.
نجاح الأشرار مؤقت، ويشبههم بالحشائش، أو العشب الأخضر، الذي ينمو سريعًا في الأرض، ثم يجف ويزول أمام حرارة الشمس. أما الأبرار فيشبههم الكتاب المقدس بالنخلة ذات الجذور العميقة، والتي تزهو وتزهر، ومثل أشجار لبنان، وكل الأشجار القوية ذات الأصل العميق (مز92: 13).

إن نجاح الأشرار لا يدوم كثيرًا، ولو استمر طوال العمر، فهو ينتهى بيوم الدينونة، حيث لا راحة لهم، بل عذاب، فلا يقوم المنافقون في الدينونة (مز1: 5).
النجاح المادي للأشرار يصاحبه اضطراب في القلب، فلا يمكن أن يكون لهم سلام داخلي، كما قال أشعياء النبي "ليس سلام قال الرب للأشرار" (اش48: 22).
إن تشبيه الأشرار والمنشغلين بالعالم بالحشائش والعشب استخدم في الكتاب المقدس بعهديه (اش40: 6-8 ؛ يع1: 11).
صديقى القارى
لا تغر من الاشرار بل تمسك بالرب سوف يعطيك سؤل قلبك
مز37: 2 فإنهم مثل الحشيش سريعا يقطعون، ومثل العشب الأخضر يذبلون.