المتشيعون ليوحنا المعمدان
يرى البعض أن بعض تلاميذه كوّنوا جماعة تعظم يوحنا المعمدان على حساب شخص ربنا يسوع المسيح. كانوا يحسبونه أعظم من المسيح، لأنه جاء قبله، ولأنه عمده. جاء في "التعارفات Recognitions" المنسوب لإكليمنضس أنهم يدَّعون أن معلمهم هو المعمدان وليس يسوع. هؤلاء عاشوا في العالم المسيحي وعارضوا المسيحية. وكان لهم تأثيرهم، خاصة في أفسس (أع 19: 1-8).
يرى أصحاب هذا الرأي (أن السفر قد كُتب لمقاومة المتشيعين ليوحنا المعمدان) أن الإنجيلي قد أكد أن يسوع المسيح وليس يوحنا المعمدان هو نور العالم (يو 8:1-9). وأنه جاء بعده، لكنه هو سابق له، وأعظم منه (يو 30:1) مع تأكيد أن يسوع وليس يوحنا هو المسيح (يو 20:1؛ 28:3). وأن يوحنا المعمدان جاء شاهدًا ليسوع ينبغي أن الأخير يزيد والأول ينقص (يو 30:3).
أكد القديس يوحنا بشهادة يوحنا المعمدان نفسه عن عظمة المسيح: فالمعمدان ليس بالنور بل هو شاهد للنور (يو 1:6-8)، وأنه ليس بالعريس بل صديقه (يو 3: 28-30)، ليس بحامل خطايا العالم، إنما المسيح وحده هو حمل الله الذي يحمل خطية العالم (يو 29:1).
حقًا لقد أعلن هذا الإنجيلي مشاعر السيد المسيح العميقة أكثر من بقية الأناجيل، وظهر ذلك بقوة في صلاته الوداعية في الأصحاح السابع عشر حيث صلى بصوتٍ عالٍ. بهذا يقدم لنا الإنجيلي صورة السيد المسيح الفائق الإدراك، والتي لا يمكن التعبير عنها، إذ يدخل بنا إلى كمال أسرار اللاهوت فنقف خاشعين، وإلى كمال ناسوته فنقف مذهولين!
لم يتجاهل القديس يوحنا الإنجيلي عظمة يوحنا المعمدان، فهو مُرسل من قبل اللَّه (يو 6:1)، وهو السراج المنير الساطع (يو 35:5).