رحلة الكتاب المقدس |عملية التدوين

[walaa farouk]

وأنتَ يا ابنَ آدَمَ فخُذْ لنفسِكَ لِبنَةً وَضَعْها أمامَكَ وارسُمْ عليها مدينةَ أورُشَليم.
حزقيال 4 : 1

لقد دُوِّنَت أسفارُ الكتاب المُقدَّس طوال ما يقاربُ الـ 1600 سَنَة
، وقد تطوَّرَت أساليبُ وطُرُق الكتابة أثناءَها من الألواحِ الحَجَريَّةِ إلى ورَقِ البَرديّ
. والورَقُ البَرديُّ هو الأكثر انتشارًا بين الوسائل الكتابيَّة في زمَن الكتاب المقدَّس
. واستُخدِمَت البَرديَّات منذ حوالي عام 2400 ق. م.
وحتى القرن السَّابع للميلاد. وهي مصنوعَةٌ من شرائِحِ نَباتِ القَصَب.

وهناك أيضًا الرُّقوق المَصنوعة من جُلودِ الحيوانات،
وقد وصل إلينا منها لفائف تعود إلى عام 1500 ق. م.
وأمَّا وَرَقُ الرِّقّ فهو شَكلٌ من أشكال الرّقوق والأفخَر جودةً،
مَصنوعٌ من جُلودِ العُجول والحِمْلان. واستُخدِمَ أيضًا الفَخَّارُ غيرُ المَصقول،
حيث نَحَتَ الكتَّابُ عليه كتاباتِهِم بأقلامٍ من حَديد.
وكذلك حَفروا على الألواحِ الطينيَّة بأدواتٍ حادَّةٍ ثمَّ تركوها لِتَجفّ.
وقد شَكَّلَت الخَزَفيَّات أرخصَ المَوَادّ الكتابيَّة وأكثرَها دَيمومَةً.

واستخدَمَ الكُتَّابُ أقلامَ الحَديد للحَفرِ على الحَجَر، والأقلامَ المَعدنِيَّة المُثلَّثَةَ الجوانب
ومُسطَّحَة الرَّأس للكتابة على لوحاتِ الطّين أو الشَّمع.
وهناك القلَمُ المصنوع من القَصَبِ أيضًا ذو الرَّأس العَريض
الذي استُخدِمَ في بلادِ ما بينَ النَّهرَين حتى القرن الأوَّل للميلاد
فاستَبدَلَهُ الرُّومان بالرّأس المَعدنِيّ. واستُخدِمَت هذه الأقلام للكتابَةِ
على الرُّقوق والبَردِيَّات. وأمَّا الحِبرُ فكانَ يُصنعُ من الفَحمِ والصّمغ والماء.
وكانتِ الكُتُبُ على شَكلِ الدُّرْج الذي هو رقٌّ أو بَرديَّةٌ طويلةٌ ملفوفةٌ على عَصا،
وقد عُثِرَ على دُرْجٍ طولُه 144 قدَمًا. وكانوا يكتبون بحُروفٍ كبيرَةٍ منفصِلةٍ
كالمَخطوطةِ السِّينائيَّة والفاتيكانيَّة، ثمَّ الحُروفِ المُتَّصِلة ابتداءً من القرن السَّابع.
وتطوَّرتِ الكتابَةُ معَ الفواصِلِ بين الجُمَلِ والفَقَرات والتَّشكيلات إبتداءً من القرن التّاسع.

وأمَّا تقسيمُ الكتابِ المقدَّس إلى أسفارٍ وأصحاحاتٍ
فقد تطوَّرَ إبتداءً من عام 586 ق.م. وتعَدَّلَ في عام 250 م.
وفي عام 350 م. والتَّقسيمُ الأوَّل المَقبول في العالم المَسيحيّ كلِّه كان عام 900 م.
والتَّرجمَة اللّاتينيَّة الفولجاتَا كانت المَخطوطةَ الأولى
التي تمَّ فيها التَّقسيم إلى أصحاحاتٍ وأعدادٍ في العَهدين القديم والجَديد.