![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() سفر الأعمال وملء الزمان منذ نال آدم وحواء الوعد بمجيء المخلص الذي يردهما إلى حياة فردوسية منتصرة ومجيدة وهما يترقبان تحقيق هذا الوعد الإلهي كأنه يتم حالًا دون انتظارٍ لملء الزمان. وورث أبناؤهما هذه الرغبة المتقدة، فكان عند ظهور نبيٍ يتساءل الشعب إن كان هو المسيا المنتظر أم يترقبون آخر. وإذ جاء ملء الزمان وجاء يسوع المسيح ظنوا أنه يملك زمنيًا على الأرض، ولم يكونوا قادرين على انتظار ملء زمان مجيئه الأخير، لهذا إذ وعد بروحه القدوس تساءل التلاميذ: "هل في هذا الوقت ترد المُلك إلى إسرائيل؟" (أع 1: 6) سجل القديس لوقا الإنجيل بإعلان الروح القدس، فنقل سامعيه إلى أحداث الخلاص من صلب وموت وقيامة ثم صعود إلى السماء، وختم السفر بقوله: "وأخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم؛ وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء، فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرحٍ عظيمٍ، وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله. آمين" (لو 24: 50-53). هكذا ضم القديس لوقا البُعد السماوي إلى تاريخنا الخلاصي. قدم حركة تصحيح للفكر اليهودي، وهو أن لكل عملٍ ملء زمان، فقد مرت آلاف السنوات يترقب آدم وبنوه مجيء المسيا الملك... وقد جاء في ملء الزمان، لكن لا ليملك على الأرض، بل ليصعد إلى السماء ويصعدهم معه، فقدم لمسات أخروية سماوية للحياة البشرية. لقد جاء غير الزمني وخضع للزمن، لكي يحملنا إلى ما وراء الزمن. هذا التصحيح جزئي، إذ ظن حتى التلاميذ والرسل أنه بإنهاء حضور المسيح المنظور على الأرض يأتي فورًا ليحمل مؤمنيه بروحه القدوس إلى العالم غير المنظور! |
|